خليل ابو شادى

مرحلة الكوليرا

الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 01:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تم قتل 16 مصرياً غير الجرحى بعد أن سرقة مدرعات من الجانب المصرى..!! لم يعد الأمر محتملاً أن نقول: "كم ذا بمصر من المضحكات"، لأن الموضوع فى طريقه لدخول مرحلة اللاعودة.

هل تتحول سيناء إلى أفغانستان صغيرة؟ أم تتحول مصر إلى صومال كبير؟ الخوف أن تضيع دماء الشهداء الـ16 المغدورين بيد مجهولين، كما ضاعت دماء الجنود المصريين التى سفكت بنيران الإسرائيليين، وكما أهدرت دماء الثوار منذ 25 يناير.

جميعنا ليس لدينا المعلومات الكافية حول الحادث وغيره من الحوادث الكثيرة المتتالية، والتى تنامى الشعور بأن التعتيم حولها متعمد، لكننا يجب أن نسأل: من المسئول عما يحدث؟ ومن المستفيد؟

الأمن وظيفة الدولة التى تديرها "الإخوان" بمشاركة بقايا نظام كامب ديفيد ممثلاً بشكل أساسى فى المجلس العسكرى، ورفض الإسلاميون طوال أكثر من عام ونصف كل المطالبات بتغييرات جذرية فى النظام وتحالفوا مع "العسكرى"، ونتائج هذه السياسة تتوالى.

قالوا إنهم سينشرون الأمن ثم اشتكوا من حرق مقاراتهم، وقالوا إنهم سينشرون النور ولم نرَ سوى الظلام، وقالوا إنهم يحملون الخير وأثبتت الأيام أنه لا خير لمصر طالما بقيت السلطة بين الاثنين "العسكرى والإسلاميين"، ومنذ سقوط مبارك لا يقبل الإسلاميون نقداً، ويعتبرون هدف أى نقد هو إزاحتهم من السلطة، وإذا كانوا عجزوا عن الاستفادة من أى نقد، فيجب أن يكون هدف النقد بالفعل إزاحتهم من السلطة وليس الإصلاح، ويجب على كل السذج الكف عن النقد البناء والتركيز على النقد الذى يهدم حكم الطغاة الجدد من الإسلاميين والعسكر، لأن النقد البناء بهدف الإصلاح لم يعد بناءً لأنه لا يحقق الإصلاح، وفى ظل رئيس ضعيف وأجهزة أمنية ومؤسسات دولة من بقايا نظام مبارك، يذهب هباءً ويضيع سدى.

ملحوظة: مهدى جلاصى صحفى ومصور تونسى فى العشرينيات من عمره، عانى من السجن فى عهد بن على، وشارك فى الثورة التونسية، وقبض عليه الأحد ضمن كثيرين، بسبب مشاركته فى مظاهرات تضامن مع أهالى بوزيد الذين فجروا الثورة ضد بن على، ويثورون الآن ضد حزب النهضة الإسلامى، بسبب انتشار الفقر والظلام والكوليرا نتيجة تراكم القمامة.

سبقتنا تونس فى الثورة الأولى، وهاهى تسبقنا فى الثورة الثانية، والتفاصيل متشابهة، وإن كانت الفطنة تقول إنه لا يجب على المصريين الانتظار حتى مرحلة الكوليرا، لأن شكل المرحلة فى مصر سيكون أكثر دماراً مما يحدث فى تونس.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة