هناك سمات كثيرة لو يتحلى بها الإنسان، يصبح إنسانا له صفات حميدة وجميلة، ولكن إذا تخطت هذه السلوكيات الحدود المعقولة والمقبولة لها انقلبت إلى سمات وسلوكيات سالبة ومرفوضة، هذا ما يؤكد عليه الدكتور محمد أمين المفتى، أستاذ المناهج واستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية.
فالكرم رغم أنه من الصفات المحمودة التى يتصف بها الإنسان إلا أنه إذا زاد بشكل كبير يصبح إسرافا وسفاهة، والغيرة الطبيعية للرجل على زوجته لو زادت عن حدها تصبح شكا مرضيا قد يهدم الأسرة، والشجاعة المنضبطة فى المواقف الصعبة لو انفلت عقدها تصبح اندفاعا ورعونة غير محسوبة العواقب، والصراحة مع الآخرين إذا زادت عن الحدود المقبولة تصبح بلاهة، والنقد لو زاد وتخطى آداب الحديث واللياقة يصبح تعدى بالقول، والحرية لها ضوابط وعدم التمسك بهذه الضوابط يجعل الحرية تتحول إلى فوضى، وهدوء الأعصاب ضرورى حتى لا يصاب الإنسان بأمراض عصبية، ولكن إن زاد الهدوء لدرجة كبيرة تحول إلى بلادة إحساس، والتسامح مع الآخرين له حدود أيضا فهو لمن يستحق وله شروط أما إذا كان التسامح مطلقا فإنه يكون إهدار لحق من يتسامح، والطموح له عتبة فارقة إذا تخطها الإنسان يصبح طماعا، والمبادأة والمبادرة إذا لم تحدث فى الوقت المناسب تصبح تقاعسا وتراجعا، والتحدث بقدر أهمية موضوع الحديث وفى حدوده أمر مرغوب ولكن إذا زاد الحديث وطال وخرج عن الموضوع صار إسهابا وسفسطة.
وهكذا علينا الالتزام بالوسطية دون تفريط أو إفراط، فهى منهج حياة لا يجب أن يحيد عنه أى إنسان يود المكانة، ويجب أن نربى عليه الصغار حتى يتحلوا بالعقل والحكمة فى إدارة شئونهم.
الدكتور محمد أمين المفتى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة