عبد الرحمن يوسف

الاستبداد والرياضة

الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشنا فى نظام مستبد يقوده الرئيس المخلوع مبارك، وكان من أهم ما يعتمد عليه النظام فى تخدير الناس.. كرة القدم!

أقول كرة القدم، ولا أقول الرياضة، لأن الرياضة شىء رائع، ومن الممكن أن تكون الرياضة أساسا لارتقاء الإنسان، وهذا أمر لا يحبه نظام كنظام مبارك، لقد كان النظام يعتمد على أن تنحصر الرياضة فى كرة القدم، وأن تنحصر كرة القدم فى المتابعة، أى أن يشاهدها الناس لا أن يمارسوها بالفعل، والدليل على ذلك عدد اللاعبين المسجلين فى الاتحاد المصرى لكرة القدم.

يبلغ عدد اللاعبين المسجلين فى مصر (52,110)، بينما فى دولة كتركيا (وهى نفس عدد سكان مصر تقريبا) يقترب العدد من مائتى ألف لاعب (أربعة أضعاف مصر)، أما فى إيران وهى أيضا نفس عدد سكان مصر تقريبا، عدد اللاعبين يبلغ (449,644)، أى تسعة أضعاف اللاعبين المسجلين فى مصر تقريبا، وفى دولة كالسعودية يتجاوز عدد اللاعبين المسجلين 15000 لاعب، وهذا أيضا يعتبر أفضل من مصر باعتبار عدد السكان، لن أقارن الوضع بدولة كإسبانيا (653,190)، ولا بإنجلترا (1,485,910)، أو البرازيل (2,141,000)، لأن الفارق كبير جدا، ولأن المقارنة غير عادلة، من كل ما سبق نرى أن الناس فى تلك الدول تمارس كرة القدم، ففى أى حى وأى مدرسة ستجد ملعبا لكرة القدم، ولألعاب أخرى أيضا، وينعكس ذلك على عدد اللاعبين المسجلين، وعلى المنتخبات، وعلى الصحة العامة للناس.

أما فى مصر، فكرة القدم ليست سوى مخدر لإلهاء الناس، وبورصة للإعلانات، ومخرن لمليارات الفساد. بإمكان بلد مثل مصر أن يحتل مكانة عظيمة بين الأمم فى العديد من الألعاب الفردية لو أنفق على هذه الألعاب عشر معشار ما ينفق على كرة القدم.

كل الميداليات التى حصل عليها أبطال مصريون خلال عهد مبارك كانت باجتهاد فردى، بل بتمويل فردى، بل لا أبالغ إذا قلت إن هؤلاء الأبطال كانوا يسبحون ضد التيار، وكانت الاتحادات المعنية بألعابهم أول من يعاديهم، وحين حصلوا على الميداليات تآمر الجميع عليهم لكى ينتهى تاريخهم الرياضى بهذه الميدالية، وهو ما حدث مع كل هؤلاء الأبطال بلا استثناء.

أولمبياد لندن مؤلم بالنسبة لنا نحن المصريين، لأننا بالفعل نملك أبطالا، ونملك مواهب، ولكن تحت الأنقاض، ولا أحد يشعر بهذا الأمر، لأن الجميع يركز فى كرة القدم، نتمنى أن يأتى على مصر يوم يكون فيه للرياضة مكان، أقول للرياضة بمعناها الكبير الجميل، لكى لا نشعر أننا (زى الطرش فى الزفة) فى الألعاب الأولمبية.






مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

sayed

صدقت

عدد الردود 0

بواسطة:

نفيسة

شاعر يستحق كل شىء جميل و.............................................................

اشكرك

عدد الردود 0

بواسطة:

د. عادل السيد

وماذا عن الحل؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس أحمد بلال

كالعادة موضوع هايف و البلد فى حالة حداد ! الكاتب مطنش لأنه أحد أبواق غزة و الفوضى بالمنطقة

يا رب إرحمنا

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ محمد السباعى

المقارنة الظالمة

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور حسن

نتمنى عودة الأستبداد لعودة الأمن و الأمان و الماء و الكهرباء و هيبة الدولة و سيادتها على أ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة