رمضان فى تركيا..

زيتون على الإفطار وأسعار القطائف والبقلاوة نار

الإثنين، 06 أغسطس 2012 02:26 ص
زيتون على الإفطار وأسعار القطائف والبقلاوة نار القطائف
كتبت نورهان فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قشعريرة جميلة تشبه تلك التى تصيبك وأنت فى رحاب جامع سيدنا الحسين أو فى حضرة السيدة نفيسة هذا هو رمضان ببساطة فى تركيا فاسطنبول أساس الدولة العثمانية وحاملة الرموز النبوية الأشهر تستقبل شهر رمضان الكريم بعدة مظاهر أساسية أهمها الزيتون والبلح والذى لا يكاد الأتراك يستمعون لقول الله وأكبر فى أذان المغرب حتى يندفعون للزيتون الاسطنبولى المميز والعجوة المحشوة بالفسدق والمكسرات الأخرى ليفطرون عليه حسب سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

تخبز الأفران فى جميع أنحاء الدولة العثمانية عيش الـ"بيدا" الذى لا يخبز إلا فى الشهر الكريم ويقف الأطفال عليه بالطوابير قبل أذان المغرب ليتناولوه طازجاً مع الزيتون، وفو تناول وجبة الإفطار تبدأ الحلويات الشرقية فى مداعبة الشعب الأكثر عشقاً لفن الطبيخ فما بين القطائف والكنافة والبقلاوة المحشوة بالمكسرات تحتفى البطون التركية بلذة الشهر الكريم وحلاوته.

ولا يمر رمضان على الشعب التركى ذى النزعة الدينية القوية بدون مرور نسائهم ورجالهم من كل أنحاء البلاد على جامع (الخرقة الشريفة) بحى الفاتح باسطنبول لمشاهدة هذه الخرقة النبوية ذو السماحة والعطر السماوى الصنع التى تحتفظ به حتى الآن من أثر الحبيب المصطفى والتى أهداها الرسول صلى الله عليه وسلم لأوس القرنى والذى نقلها بدوره للسلطان سليم من الحجاز لاسطنبول أثناء حكم الدولة العثمانية حيث حفظها خادمو القصر فى الجامع منذ عام 1853 وحتى الآن لتفتح فقط ولمدة شهر واحد فى أيام رمضان على المواطنين لأخذ البركة منها.

وكما يتهافت المصريون على المسلسلات المصرية لتسلية صيامهم يفعل الأتراك حيث تبدأ المنافسة الدرامية على الشاشة الفضية بليلة الوقفة ولكنها لا تنتهى بعد ثلاثين يوماً كما يحدث فى مصر حيث يعشق المخرجون الأتراك التطويل فى الأحداث حتى يظن الناس أن رمضان الثانى سيأتى عليهم والمسلسل لم تنته أحداثه بعد.

ومن أكثر ما يميز الشوارع التركية فى رمضان كثرة الموائد والموالد ففى كل حارة ومسجد وحتى فى البيوت يرفع المداحون وراقصو المولوية أيديهم بالدعاء لله ليرجوه بالعفو عنهم وطالبين شفاعة النبى المختار فى مشهد يذكرك بالصوفية ومنشدين الطرق فى مصر.

ومن أوجه الشبه كذلك بين مصر وتركيا غلاء الأسعار فالبائع التركى لا يكاد يجد إقبالا على سلعته حتى يطلب فيها المزيد وعلى طريقة ست البيت المصرية تبدأ التركيات فى المفاصلة بالسوق لتحصل على ياميش رمضان بأفضل الأسعار.

ومع حلول عيد الفطر يبدأ جامع (السلطان أحمد) فى استقبال مئات المصلين ممن يقضى بعضهم العشرة الأواخر معتكفين فيه ويفضل البعض الأخر المجىء على صلاة العيد بعد الفجر مباشرة لحجز مكان له ولأولاده قبل انتهاء الأماكن، وكما بدأ رمضان بالتمر المحشو بالمكسرات ينتهى به حيث توزعه إدارة الجوامع وأهل الصدقة على المصلين ابتهاجا بالعيد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة