أمام دير القديس مار جرجس بمصر القديمة وعلى مقربة أمتار قليلة تجد عم "على إبراهيم" يقف ببضاعته، ويأتى له السائحون من كل بلاد الدنيا لشراء الهدايا التذكارية من مصر كهدايا لأصدقائهم.
عم على، الذى يعمل فى مهنة "البازارات" منذ أكثر من 20 عاماً، حتى شربها وعلمها لأولاده، ولكن بالرغم من ذلك فهو لا يرغب أن يستمر فى العمل بهذه المهنة، لأنه يرى أنها أصبحت مهنة من لا مهنة له وبعد أن ضربت السياحة، واختفى رجال الأمن انخفض إقبال السياح على شراء الهدايا التذكارية من مصر لأقاربهم، لذا وجه دعوة للرئيس محمد مرسى بأن عودة الأمن هو كلمة السر وراء عودة السياحة.
"المهنة لمت وبقى أى واحد جاهل يشتغل صاحب بازار طالما معاه قرش".. بهذه الكلمات بدأ عم على يشكو لنا حال أصحاب البازارات، مضيفاً أنه كان يعمل فى منطقة خان الخليلى، وهى منطقة سياحية، ولكن الوضع الآن ليس جيداً بسبب عدم وجود سياحة وقلة الأمن.
وأضاف أنه من الضرورى أن يعود الأمن والأمان إلى مصر مرة أخرى حتى تعود السياحة بشكل قوى، مشيراً إلى أن السائح لا يهمه إلا الأمن والأمان، وهو ما ننتظر من الرئيس الدكتور محمد مرسى أن يحققه لنا حتى تعود مصر قبلة لكل السائحين.
وأشار إلى أنه بدأ العمل فى البازار أمام دير مارى جرجس مؤخراً إلا إنه لاحظ أن السياح أقل بكثير من منطقة خان الخليلة، حيث برر ذلك بأن مارى جرجس تعتبر نوعا من السياحة الدينية التى لا يقبل عليها جميع السياح.
وأكد أن أصحاب البازارات فى الوقت الحالى لا يمتلكون فن التعامل مع السائح، حيث تجد بعض منهم ينصب على السائح ويجبره على الشراء، وهو ما ينقل صورة سلبية عن مصر.
وعن فن التعامل مع السياح التقط عم على طرف الحديث قائلاً: "بتعامل مع السياح من مختلف الجنسيات من زمان منذ أن بدأت المهنة من 20 سنة، أهم حاجة أنك متغصبش على السائح أنه يشترى حاجة منك مش بالعافية، وكمان الأسعار بتاعتنا بتبقى معقولة عشان ربنا يباركلنا فى الفلوس".
وأكد أن السياح أصبحوا الآن على دراية بمن ينصب عليهم، لأنهم "بيفاصلوا" فى الأسعار، حيث تعطيهم شركات الطيران والسياحة نصائح بضرورة الفصال مع الباعة وتحذيرات من النصب.
وأشار إلى أن لديه زبائن من السياح تأتى له كل عام، من مختلف الجنسيات، إلا إنهم لم يأتوا من بعد الثورة بسبب الأمان، مضيفاً أنه عمله فى مهنة البازارات جعلته ملماً بلغات عديدة عرفها بالمحادثة، فهو يعرف اللغات: الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، اليونانية.
وأوضح أن أغلب السياح الموجودين فى مصر حالياً من روسيا، وهذه السياحات تكون بسبب المصايف والشواطئ فى شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية، وليس لزيارة الآثار بشكل أساسى.
وأعرب عم على عن تمنيه بأن الأوضاع تهدأ والأمن يعود مرة أخرى لمصر، حتى يعود السياح لزيارتها، حيث لو استمر الوضع كما هو سيؤثر بالسلب على سياحة بلدنا ويقل الدخل لنا.
واستنكر عم على من دخول الصين فى مهنة صناعة النحاسيات التى يبيعها فى البازار، حيث قال: "الصين دخلت فى كل حاجة حتى معظم البضاعة النحاس اللى عندى صينى"، مشيراً إلى ضرورة عودة النحاسين المصريين لوضعهم القديم بدلاً من أن تنقرض المهنة.
ووجه عم على نصيحة إلى كل من يعمل فى مجال السياحة وقال: يجب أن تتعاملوا مع السائحين بتحضر، ولطف، ولين فلا تتعجلوا المكسب ولا تلحوا على ضيوفكم، فالمعاملة الطيبة والعودة إلى الأخلاق المصرية الأصيلة، هى السر وراء المكسب الكبير، ولابد أن يعى الجميع أهمية السائح والسياحة، فهما مصدر رزقنا ومستقبل أولادنا وخير لنا كلنا."
صاحب بازار للرئيس مرسى: "الأمن" كلمة السر لعودة السياحة لمصر
الجمعة، 31 أغسطس 2012 02:36 م