جرجس باسيلى.. آخر الرجال "المعتصمين"

مرت مظاهرات 24، و25 أغسطس أمام قصر الاتحادية دون أى تغيير.. المتظاهرون بدأت أعدادهم فى النقصان ولم يتبق سوى هو وبعض العشرات من البسطاء، لتقرر قوات الأمن هى الأخرى استغلال تأمين خروج الرئيس مرسى أثناء سفره للصين لتكون عملية تأمين وإخلاء لهم.. فى لحظات كانت الخيمة البسيطة التى لا يزيد الموجودين بها عن 30 شخصا يحيط بها المئات من جنود الأمن المركزى ليهرول العشرات ويتبقى فقط هو ومجموعة لا تزيد عن ثمانية من المتظاهرين.

جرجس باسيلى الرجل الأربعينى لم ترهبه الإجراءات الأمنية لينتقل إلى المرحلة الأخرى وهى جمع البطاقات من الواقفين واحتجازهم فى مقر المباحث المتواجد بجانب نفق العروبة ليبدأ البسطاء فى الهروب الواحد تلو الآخر والبعض يتجمع متجها لمجموعة أخرى من المتظاهرين الموجودين بميدان روكسى ليستقر هو وحيدا بعد أن فشلت جميع محاولات الأمن من تحريكه ساندا بنصف كرسيه على رصيف نقطة المباحث الموجودة معلنا وجود "آخر الرجال المعتصمين أمام الاتحادية بعد مظاهرات 24 أغسطس".

"أنا مهندس زراعى والمهنة عاطل منذ اثنين وعشرين عاما هى سنوات تخرجى" يعرف جرجس باسيلى نفسه وهو يشرح أسباب إصراره الغريب على الاعتصام وحتى لو كان وحيدا أو كان الثمن التعرض للاعتقال الذى هرب منه البقية الباقية من العشرات مريدو الاعتصام ويتابع "كل طلباتى أنى بحلم بدولة فيها قانون وفيها دستور يعطى للكل حقه ويشوف طلبات الشباب اللى عمرهم ضاع".

"مش همشى من هنا ولو كان الثمن إيه" يؤكد آخر الرجال المعتصمين من مركز اعتصامه الانفرادى إعلان أنه لن يبارحه إلا لو اضطرت أن ترفعه قوات الأمن مثلما رفعت خيامه وخيام زملائه ويكمل "بعد التعب اللى شوفناه وشافته بلدنا فى سنوات حكم مبارك مفيش حاجة نبكى عليها وأنا مصمم أنى أفضل أوصل صوتى حتى لو وحيد".

22 عاما من البطالة هى مدة كبيرة لمهندس زراعى فى بلد كان من المفترض أن يعتمد اقتصادها على الزراعة مع توفر شريط نهرى وأرض تحلم بها أى من دول العالم ولكن المبرر من وجهة نظر الرجل كان بسيط ويقول "أنا مثلى مثل الملايين من الشباب العاطل ولكن الفارق بيننا أننى لم يصبنى اليأس مثلهم".

"إنشاء لجنة تمثل جميع المصريين لوضع الدستور، وحل جماعة الإخوان غير القانونية من وجهه نظرة، وإشعار المصريين أن بلدهم تتحرك فى الاتجاه الصحيح، والنظر لمن ضاع شبابهم مثله" هى طلبات جرجس باسيلى التى سيظل رافعها وحدة أمام قصر الاتحادية مثلما قال لنا حتى تتحقق.