عصام شلتوت

الجبهة.. الحرية والعدالة..

الدستور.. الأهلى والزمالك.. نشاطركم الأحزاب!

الجمعة، 31 أغسطس 2012 02:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدستور الذى وضع لبنته الأولى الدكتور محمد البرادعى أفضل ما قيل عنه: إنه حزب قادم من الحوارى والشوارع والمقاهى والكافيهات، تمثله كل طبقات الشعب!

طيب تمام، خاصة لو أصبحت الصورة أكثر وضوحا، وتحديدا عندما توافق لجنة الأحزاب على الحزب!

برضه تمام إن المناضل حمدين الصباحى يبدى سعادته ببدء نشاط الدستور «الحزب».. وليس دستور البلاد اللى مختلفين عليه يا أسيادنا.

هناك أيضا مجموعة من الائتلافات الشبابية، وهى بالطبع غير الأغنية الشبابية، أعلنت فجأة انضمام أغلبية من شباب الائتلافات لـ«الدستور» وإعلانهم عن سعادتهم «لبث» د. البرادعى برنامجا أو الخطوط العريضة لبرنامج الحزب، والتى تؤكد معانى ثورة 25 يناير «عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية».

لكن تبقى الأزمة قائمة.. فهناك الكثير من المتغيرين كما أكدنا لحضراتكم، اللى هم غير المتحولين، سيقاومون وجود حزب فى مواجهة الحزب الحاكم الآن «الحرية والعدالة»، خاصة بعدما أعلنوا غير مرة أنهم مع تغيير مصر على منهج «الحرية والعدالة».. بما يعنى أنهم سينتجون عناوين ومانشيتات عن وجوب إعطاء الفرصة كاملة بحول الله لـ«لحرية والعدالة» لتقديم نفسه، وكأنهم يراعون جيدا راحة المصريين الذين أعياهم الدهر.. فأصبح الآن هناك حزب فى اليد، أفضل من أى حزب، ولو كان على شجر مصر كله؟

والله ناس غريبة يتحدثون، ويلخبطون كل شىء، ويقلبون أبو قرش على أبو قرشين، وكأن وجود أحزاب حقيقية أخرى يعنى عدم إعطاء الفرصة لحزب آخر.. أو بتعبير أكثر وضوحا حزب حاكم الآن!

يا جماعة المتغيرين ما لحزب الدستور.. أو للتحالف الذى ربما ينطلق فى 9 سبتمبر المقبل بقيادة حمدين صباحى وأغلبية وطنية، وأى حزب آخر يرقى لأن يوصف بـ«الحقيقى»، وقصة فرصة الحزب الحاكم فى اقتناص فرصته كاملة لتقديم حلول، ووضع كل شىء فى نصابه، بالإضافة لتقديم خدمات يستحقها المصرى المسحول حتى وهو خارج من ثورة دفع أبناؤه ثمنها!

جماعة «المتغيرين» اتقوا الله، على الأقل فيمن أعطاكم فرصة الظهور وأغلبية منكم لولا سياسة «التغير» ما نال %5 من الفرصة، فلا معايير كفاءة، بل «تغير».. ابن عم «تحول»!

جماعة «التغير».. قولوا قولا صادقا، وجود أحزاب يضمن عدم صناعة ديكتاتور، أو إنتاج ديكتاتورية جديدة، وقال إيه «ديكتاتورية وطنية».. آى والله، وهى تعنى أن الحاكم لازم يأخذ فرصته فى عدم سماع صوت إلا صوته، ولا يرى صورا إلا صورته، حتى أصحاب نظرية «التغير»، لا رأى لهم، أو لنقل لأغلبهم؟!

إنها لحظات ميلاد ديكتاتور.. تلك اللحظات التى يصرخ فيها «المتغيرون» بأعلى صوت حتى لا يسمع الحاكم إلا صوتا يقول له: أنت وبس اللى رئيسى.. ومفيش غير حزبك.. حتى لو كان حزب العمال!

أما لماذا حزب العمال.. وضرب مثل به وكأنه حلم جميل.. فلأننا منذ الصغر نسمع أن حزب العمال ده فى أى بلد جامد قوى سيادتك.. حتى فى إنجلترا ذات نفسها!

المهم أن آمالا كبرى تكبر أمام العبد لله كاتب هذه السطور، خاصة بعد انتهاء صلاحية حلم تخليص المصريين من الخوف الذى تملك الأغلبية من حكم «الإخوان» عبر المجلس العسكرى والمشير!

أيوه.. كان حلما سخيفا طبعا فكر الناس بطريقة أن المشير طنطاوى سيصدر أوامر لسيارات جيب لتتولى جمع الجماعة وإعادتهم للشوارع مع الشعب، على أن يتصرف المشير والذين معه فى حاكم مدنى على «كيفهم».. ونجربه.. وبعدين نقول رأينا بعد مجىء 20 أو 25 سنة!

الآن.. يجب أن ننظر لشىء إيجابى واحد هو أن الديمقراطية لها ثمن يجب أن ندفعه.. هذا الثمن يتمثل فى ترتيب المجتمع وترك من وصل للحكم لبذل ما لديه.. ثم تشكيل أكثر من طيف سياسى استعدادا لدولة مدنية حقيقية.. مقوماتها الآتى: حزب حاكم.. معارضة قوية.. الرأى والرأى الآخر.. طبيعى جدا جدا.

لازم يكون ده هو الحال المصريين.. وفورا، وبدلا من الكلام فى السياسة من كل من هب ودب، لابد من العمل على خوض كل الانتخابات التى يجب أن تكون أكثر بياضا وشفافية مهما كان الثمن.. بدءا من انتخابات الفصل المدرسى، مرورا بانتخابات المحليات، والشعب والشيوخ والرئاسة وكله.. كله!

أما الركون إلى البحث عن آلية تأتى من السماء للتغيير، أو الدعاء على الحاكم الظالم.. فهما «تحشيشة» مصرية عشنا أسرى فيها!

سيادتك لو مش مصدقنى تذكر كيف نرصد الأشياء.. نقول مثلا عن المخلوع آخر 10 سنوات: ياعم يمكن شبعوا ويبطلوا شفط؟!

أما إذا حدثك أحدهم عن وجوب انتخابات الفريق شفيق فيقول: ده نعرف نخلص منه بكام مظاهرة!

فى حالة الرئيس د. محمد مرسى قيل: فى كل الأحوال هو شخص عارف ربنا كويس قوى وهيخاف منه.. أما فى أسوأ الأحوال فلن يكون مبارك جديدا لا قدر الله!

يا ناس لأجل النبى بالبلدى.. «فوقوا تصحوا»، لأن مصر تحتاج منا الكثير.

البداية عندنا ياحضرات الشعب.. لازم وبإيعاز من أنفسنا نعطى بعض الوقت لنسمع بعضنا البعض، ونقر النظام، ونعيد الاحترام، والنظافة وما إلى ذلك إلخ إلخ!

حضرات السادة المصريين.. الحزب أو الحزبان الوحيدان على الأرض، أو فى الواقع المصرى وبكل ثقة هما حزبا الأهلى والزمالك.. آى وربنا؟!انظروا حضراتكم، توحد خلف قيادة العمل فى أغلب الأحوال على الصالح العام لشعار النادى الذى يمكن أن يوصف بـ«الوطن»، مساندة لمن يولى علينا بإرادتنا، تشجيع.. تمويل.. إعطاء وقت كاف للعمل التشجيعى.. برضه.. إلخ.. إلخ.. صح ولا لأ؟!بدون ما سبق حضراتكم لن نتقدم خطوة، اتركوهم يعملون، أو يعملوا ما يريدون، وتعالوا نلعب دورا وطنيا مدنيا.. فى صورة معارضة متحضرة.. أيضا اتركوا الأحزان، وابحثوا عن الأحزاب الحقيقية والقيادات الشعبية.. حتى لا يقول لنا قائل: نشاطركم الأحزاب.. بل نريد أن نسمع حولنا من يقول: نشاطركم الأحزاب.. يامصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة