"عربية مصرية بـ25 ألف جنيه " حلم " رضا يتبدد فى زحام شكاوى "ديوان المظالم"

أمام بوابات قصر "الاتحادية" تسرب إلى قلبه اليأس شيئاً فشيئاً وبدأت أحلامه فى الطيران بعيداً، وقف ممسكاً بالملف الذى امتلأ بخطابات الرفض والتأجيل من كل هيئة حكومية وشركة ومكتب مسئول كلف نفسه عبء الانتظار على أبوابه طلباً لتنفيذ مشروعه، دارت أمام عينيه ذكريات ما يقرب من عشر سنوات لم يحلم طوالها سوى برؤية أرخص سيارة فى العالم تحمل طابع "صنع فى مصر"، دفع من أجل تنفيذها كل ما يملك، حتى استطاع تنفيذ عدة نماذج من السيارة التى أطلق عليها "رضا غازى" "نانو إيجيبت" كأول سيارة مصرية بتكلفة لا تتعدى الـ25 ألف جنيه فى متناول يد المواطن البسيط، لم يتردد فى طرق كل الأبواب لتصنيع السيارة داخل مصر، حتى وصل إلى الباب الأخير أمام قصر الرئاسة وديوان المظالم الذى لم يغير الحال كثيراً عما مضى.

من وزارة البحث العلمى إلى وزارة الإنتاج الحربى إلى مصانع الصين التى نفذ فيها "رضا غازى" نماذج السيارة على نفقته الخاصة مروراً بالرحلة الطويلة التى خاضها مهندس الميكانيكا البسيط صاحب فكرة المشروع طوال سنوات، وحتى الجواب الأخير الذى تلقاه رداً على رسالته لمكتب الرئيس "محمد مرسى" الذى حول المشروع لهيئة التنمية الصناعية التى أنهت المشروع فى ورقة من سطر واحد جاءه فيها الرد قاطعاً "نحيط سيادتكم علماً بأن الهيئة ليست جهة تمويل وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير".

"باب الرئيس محمد مرسى هو الباب الأخير الذى تمنيت الحصول من ورائه على بارقة أمل لتنفيذ مشروع أرخص سيارة فى العالم داخل مصر" بابتسامة باهتة يقول "رضا" الذى فقد أمله الأخير فى تمويل المشروع أو إنتاجه داخل مصر عن طريق أى جهة حكومية، بعد أن فكر فى ديوان المظالم كحل أخير لتنفيذ المشروع الموجود بالفعل على أرض الواقع والذى قام بتنفيذه "رضا" على نفقته الخاصة كنموذج لعرضه على المصانع المصرية التى يحلم بإعادة تشغيلها مرة أخرى.

"لم يعد أمامى سوى الشعب المصرى الذى ألجأ إليه لتنفيذ مشروع من شأنه توجيه دفة الصناعة فى مصر إلى الأمام، وحل مشكلة المواطن المصرى البسيط الذى يحلم بامتلاك سيارة ترحمه من عناء المواصلات بسعر يناسب ظروفه" محاولاً محو يأسه من الرفض المستمر يقول "رضا" الذى ينادى بفتح اكتتاب عام بمساهمات من الشعب المصرى فى تنفيذ حلم السيارة المصرية، حاملاً أوراق المشروع و"التقدير والاحترام" الذى حصل عليه من خطابات الهيئات الحكومية المختلفة استمر فى رحلته بحثاً عن باب آخر وفى "انتظار الفرج".