شكاوى "الحاجة نجاة" لديوان المظالم عرض مستمر

بالرغم من طول المسافة التى تقطعها يومياً من قريتها المجاورة لمحافظة "كفر الشيخ" إلى القاهرة، إلا أنها تحملت مشقة السفر اليومى والوقوف أمام أبوابه غير عابئة بالزحام أو أشعة الشمس التى لم ترحمها يوماً، تحاول بنفاد صبر التغاضى عن محاولات الطرد المستمرة من أمام "ديوان المظالم" و"قصر الرئاسة"، وعبارات المواساة التى لا تجدى نفعاً مع حالة ولدها "المستعجلة" الذى تمر عليه الساعات راقداً تحت رحمة الأجهزة وخراطيم القسطرة بمستشفى "كوبرى القبة"، بين الحياة والموت يستنشق أنفاسه بصعوبة بالغة نتيجة لفشل فى الرئتين لم تصلح أمامه كل ممتلكات الأسرة البسيطة التى عكفت طوال الشهور الأخيرة فى التنقل به من مستشفى لآخر دون جدوى.

"ابنى بيموت" صرخة مكتومة خرجت من وراء نقاب وجهها الذى لم يفلح فى إخفاء دموعها، بعد رحلة طويلة فى محاولة علاج ابنها "محمد يوسف" الشاب العشرينى الذى أدى به عمله كعامل فى مصنع الغزل لفشل فى التنفس وتضخم فى الرئتين كما أفاد التقرير الطبى الذى خرجت به الحاجة "نجاة" من مستشفى "المبرة" بمركز "دسوق"، وهو التقرير الذى حمل تشخيصاً لم تفهمه "تجمع هوائى تلقائى فى الغشاء البلورى" مع تحذير الأطباء من خطورة الحالة التى تتطلب عملية جراحية معقدة، لتخرج بهذا التقرير حاملة كلمات الأطباء التى لا تغيب عن بالها "علاجه مش عندنا ابنك عايز زرع" متوجهة رأساً إلى "ديوان المظالم" بأمل فى "الرئيس محمد مرسى" الذى أعطته صوتها.

"أجيب مصاريف علاجه منين..دا احنا اليوم بيومه وجبناه هنا وبنبات جمبه فى الشارع بقالنا أكتر من شهر" بدموعها تحكى "الحاجة نجاة" عن معاناتها مع ابنها الذى يرقد فى مستشفى "كوبرى القبة" دون رعاية تذكر.

"أنا قدمت شكاوى كتير فى ديوان المظالم، ومن يومها وأنا كل يوم بروح عند القصر، يمكن حد هناك يسمعنى"تتمالك دموعها ثم تكمل متسائلة "هو عشان فقير يموت؟"

"أنا واثقة فى الرئيس محمد مرسى إللى قال فى الميدان الشعب هو إللى بيقوينى..أنا جاياله لحد باب بيته ومش طالبة حاجة غير حياة ابنى" بنية صافية وقلب كله أمل وجهت رسالتها للرئيس بشكل خاص بعد أن يئست من وصول شكواها المتواصلة لديوان المظالم الذى تاهت فيه الخطابات وبقت الإجابة واحدة أمام الجميع "أسبوعين وهنرد عليكوا"