د.عبد الهادى مصباح يكتب.. تلوث المياه.. من أين يأتى؟

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012 03:08 م
د.عبد الهادى مصباح يكتب.. تلوث المياه.. من أين يأتى؟ د.عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة: "كثير منا يعتقد أن تلوث المياه تسببه فقط بعض الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والطفيليات والفيروسات وغيرها، إلا أن هناك الكثير من الملوثات التى يمكن أن تفسد مياه الشرب، وتسبب أعراضاً مختلفة ربما تبدأ بالإحساس بعدم الراحة فى الهضم والامتصاص، وحدوث حالات من الإسهال والقىء والمغص وأحيانا التسمم الحاد، وحتى الإصابة بأمراض خطيرة، مثل الفشل الكلوى والكبدى وزيادة نسب حدوث الأورام السرطانية، وفى الولايات المتحدة تفحص وكالة حماية البيئة 90 نوعا من الملوثات فى مياه الشرب، ومن المفيد أن نعرض شيئا عن أهم الملوثات التى يمكن وجودها فى مياه الشرب".

أولا: الميكروبات والكائنات الدقيقة: أشهرها تلك التى تأتى من اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، أو براز الحيوانات، وفيها البكتريا مثل السلمونيلا، والشيجبلا، والكوليرا، والإى كولاى O157.H7، والأخيرة ممكن أن تسبب تسمما حادا وفشلا كلويا فى بعض الأحيان.

وهناك بعض الطفيليات مثل "الكريبتوسبوريديوم" وكذلك "جيارديا" اللذين لا يؤثر فيهما المعالجة بالكلور حتى لو تم معالجة الماء بالكلور، وهناك طفيل "الأميبا"، وبعض الفيروسات مثل الالتهاب الكبدى الوبائى أنواع أ، و هـ ، وشلل الأطفال لمن لم يأخذ التطعيم ضده وغيرها.
ثانيا: بعض المواد المشعة التى يمكن أن تلوث المياه خاصة المياه الجوفية والآبار مثل غاز "الرادون" الذى يسبب الإصابة بالأورام السرطانية.

ثالثا: التلوث بالمركبات غير العضوية: مثل:
الزرنيخ: ويستخدم فى صناعة وتقوية سبائك النحاس، وبطاريات السيارات، والموصلات الإلكترونية، وبطاريات الكمبيوتر، والمحمول، وصناعة الزجاج، وبعض المبيدات العشبية والحشرية، ويكثر تركيزه فى المياه الجوفية، ويذكر أنه تم اكتشاف حالات تسمم مزمن بالزرنيخ فى بنجلاديش عام 1993 أصابت 70 مليون شخص هناك بسبب ارتفاع نسبة الزرنيخ فى آبار المياه الجوفية عن 10 ميكروجراما فى لتر المياه، وهى النسبة المصرح بها من منظمة الصحة العالمية، مما أدى لحدوث حالة من التسمم المزمن الذى تبدأ أعراضه بمغص شديد وإسهال، وتزيد معه نسبة الإصابة بسرطان الجلد من واحد لكل مليون لتصل إلى واحد لكل 10 آلاف شخص ويسبب التسمم بالزرنيخ من خلال مياه الشرب أثار صحية خطيرة مثل تلف المثانة والرئة والقلب والكلى والجهاز العصبى والشرايين.

الزئبق: ويوجد فى بطاريات السيارات الجافة، ولمبات الفلورسنت، ومفاتيح الكهرباء، ومفاتيح التحكم، ومخلفات المصانع، ويحدث أضرارا قصيرة وطويلة المدى فى حالة وجوده بنسبة تتجاوز 2 جزء لكل بليون، ويمكن أن يأتى من مخلفات مصانع الأسمنت، ومياه المجارى، ومصانع السبائك، ويسبب الفشل الكلوى ويؤثر على الجهاز العصبى، ويسبب مرض "ألزهايمر".

الرصاص: ويأتى من بعض المواسير فى المبانى القديمة التى تم منع استخدامها من عام 1988، ومن بعض مخلفات المصانع، ويؤثر تراكم الرصاص بشكل خاص على الحوامل والأطفال وخاصة الجهاز العصبى والمخ.

وهناك أيضاً الألمونيوم والكادميوم والحديد والمنجنيز وغيرها
رابعا: زيادة نسبة الكيماويات المستخدمة فى معالجة المياه: مثل:

الكلور عندما تزيد نسبته عن النسبة المسموح بها وتظهر أعراض على شكل حرقان فى العين والأنف وتعب فى المعدة، وكذلك مادة "الكلورامين" عندما يضاف النشادر لمعالجة الماء بكثرة، وثانى أكسيد الكلور التى تسبب زيادته أعراض فى الجهاز العصبى المركزى وأنيميا، خاصة لدى الأطفال الصغار.

الفلور: حيث يوجد خلاف علمى على إضافته لمياه الشرب، حيث يؤثر على سلامة الأسنان خاصة فى الأطفال الذين يتناولون نسبة تتجاوز 2 مجم لكل لتر، والنسبة المسموح بإضافتها 4 مجم لكل لتر من المياه، وبعض الذين يتناولون نسبة أكبر من هذه يصابون بأمراض العظام، وهناك أيضا النيترات والنيتريت التى تضر بالصحة.

التلوث بالمركبات العضوية المتطايرة خاصة بعد أن سمعنا عن تفريغ شحنات كبيرة من البنزين والسولار فى مياه الترع والنيل فى الآونة الأخيرة، ويؤثر على الجهاز العصبى المركزى، ويمكن أن يسبب، عند التعرض له لمدة كبيرة، تشوهات خلقية لدى الحوامل وأورام سرطانية.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف

ليس تقريرا كاملا

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو الليل

الخلاصة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة