قد نلاحظ العنف فى كل مكان نذهب إليه سواء فى الشارع أو فى المدرسة أو فى المنزل، ويؤكد خبراء علم الاجتماع أن العنف الموجود فى الشارع أو فى المنزل سببه الرئيسى هو العنف الأسرى الذى يحدث بين الزوجين أو ممارسة العنف مع أبنائهم.
يقول الدكتور على ليلة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن العنف الأسرى يأتى نتيجة عدم تحديد الأدوار فى الأسرة، فمن الطبيعى أن تكون الأدوار محددة داخل الأسرة، ولكن بسبب الثقافة الأجنبية بدأت الأدوار تظهر بشكل غير محدد مثل دعاوى النوع الاجتماعى، وهو ما يعنى المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، وهناك مجموعة من الأدوار يؤديها الرجل وأدوار أخرى تؤديها المرأة ومن أسباب العنف الأسرى أيضا الضغوط الاجتماعية والتباين الثقافى بين الرجل والمرأة، نتيجة لذلك يحدث نوع من التوترات بحيث نجد فى لحظة معينة ممارسة العنف والذى يكون من الرجل أو من المرأة، ولكن فى مجتمعنا الشرقى دائما ما يصدر العنف من جانب الرجل.
كما أنه من الممكن أن يظهر العنف نحو الأولاد ويتمثل العنف فى الإيذاء البدنى مثل الضرب، وقد يأخذ الشكل اللفظى وانصراف الرجل عن المرأة أو انصراف المرأة عن الرجل يعتبر نوعا من أنواع العنف.
وبطبيعة الحال الطفل عندما يرى العنف بين الأب و الأم أو بين الأخ الكبير والصغير أو بين الأولاد والبنات يتصور أن كل التفاعلات بين الآخرين لابد أن تشمل العنف بممارسة سلوكيات عنيفة.
وبطبيعة الحال فإن العنف إذا تكرر يحدث الطلاق الصامت بين الزوجين، وتختزن عواطف المودة والرحمة بين الطرفين، من ناحية أخرى قد يؤدى العنف المتكرر إلى تفكك الأسرة والذى يؤدى إلى الطلاق وانحراف الأبناء، لأن المنزل فى هذه الحالة يكون بيئة غير مواتية للحياة الإنسانية.
والمشكلة أن الآباء لا يمكن تربيتهم من جديد، ولكن هناك أدوار كثيرة يمكن أن تقوم بها وسائل الإعلام والمؤسسات الفاعلة الأخرى مثل المسجد والكنيسة من الممكن أن تلعب دورا هاما، بحيث يمكن التركيز على هذه الضوابط لكى نربى أولادنا كارهين للعنف ورافضين لسلوكيات العنف، ويأتى ظاهرة العنف فى المدارس كنتيجة العنف فى الأسرة أيضا، وكذلك بعض أنواع عنف الشارع.
العنف الأسرى بين الزوجين يؤدى إلى الطلاق الصامت
السبت، 25 أغسطس 2012 09:53 ص