مرضها وعجزها وموت ابنها وعدم توفر مصدر رزق آمن مصاعب تشكل ضغوط الحياة على سيدة عجوز لا تمتلك فعل أى شىء فى أيامها الأخيرة غير اللجوء إلى أولياء الله الصالحين، لتحتمى فى حضرتهم كما تظن.
معالم الزمن وآثار الكبر شكلت خطوط المعاناة التى تعانيها سيدة عجوز يعيش بمفردها فى الحياة بعد موت أعز الناس إليها.
"أم محمد" صاحبه السبعين عاما تركت بلدها فى المنيا بأقصى الصعيد، وجاءت لتحتمى بالسيدة زينب بعد موت ابنها الوحيد التى شكل لها صدمة نفسية وعصبية، وأرادت ترك الدنيا كلها بعد فراقه.
"أم محمد" ما فعله الزمن بها ليس بهين، فهى عانت الكثير بعد موت زوجها وكان ابنها الوحيد هو الذى ينفق عليها ويحميها من قسوة الأيام التى تعيشها.
"ابنى الحيلتى مات من أسبوع ولما عرفت طفشت من الدنيا كلها ومش عايزة أرجع تانى بس أنا لازم أرجع يوم الأحد علشان أروح الارافه أزوره"، هكذا تقول أم محمود بلهجتها الصعيدية المتلعثمة، فهى لا تستطيع الحديث بسبب مرضها فموت ابنها كان بمثابة الصاعقة عليها.
فهى صاحبة أمراض متعددة تجلس وبجوارها شنطة العلاج، وتقول أم محمد: "أنا مش بقدر أصوم يوم أصوم ويوم لا على أد ما ربنا بيقدرنى ومابقدرش أكل حاجة غير بشرب تمر هندى وبأكل جبنة بس".
تظل جالسة طيلة النهار ويأتى إليها "أولاد الحلال"، كما تقول ليسعدوها بمبالغ بسيطة لتشترى بها علاجها وعند اقتراب موعد الإفطار تشرب التمر هندى الذى يوزعوا عليها وعند النوم تلجأ إلى الرصيف المجاور لتستند إليه".
أم محمد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة