الأطفال يرتكبون جرائمهم من أجل الحاجة ولا يدركون معنى الجريمة

نجد بعض الأطفال قد يلجأون إلى ارتكاب بعض الجرائم وخصوصا جرائم السرقة، وقد نندهش كثيرا عندما نجد طفلا صغيرا يسرق أو يقوم ببعض الجرائم التى اعتاد أن يرتكبها الكبار، ولكن هل لهذا تفسير عند علماء الاجتماع؟

تقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية مفهوم الجريمة لدى الطفل يختلف عن مفهومة لدى الكبير، ولا يعنى كلمة جريمة ولكنة يمارس الجريمة ليس بغرض فعل إجرامى ولكن للوصول إلى احتياج أو مصلحة له أو للدفاع عن النفس وبالتالى نجد أن معظم جرائم الأطفال تقع فى إطار السرقة وأن معظم الأطفال الذين يرتكبون هذه الجريمة فى حاجة إلى المال لتلبية احتياجاتهم، من حيث اللعب أو اللبس أو الفسحة حسب احتياجات الطفولة والطفل أخلاقياته تنمو ببطء وتعتمد على تلقين الكبار فإذا ما نشأ الطفل فى بيئة أسرية لا تلقنه بدقة الأخلاق الحميدة فيمكن بسهولة أن يرتكب جريمة ومن المعروف أن أطفال بعض الأسر الفقيرة فقراء فى أخلاقياتهم لان أسرهم لا تهتم بالقيم الأخلاقية أو عادة ما تمارس الجريمة بشكل أو بآخر بمعنى أن الأب يسرق من عملة أو تسرق الأم لان ليس لديهم قيم محددة أخلاقيا كما أن الطفل فى المناطق الفقيرة والمناطق العشوائية يعيش معظم اليوم خارج البيت الضيق يعيش فى الشارع مع أصدقاء السوء ويمارس معهم كثير من الأخلاقيات الغير سوية مثل شم الكلا أو البنزين أيضا هؤلاء الأطفال عادة ما يكونوا متسربين من المدارس ويفتقدون إلى أى توجهات مدرسية أخلاقية، وبالتالى يفتقدوا التوجهات الأخلاقية سواء من الأسرة أو من المدرسة فلا توجد مؤسسة تربوية تؤثر فيهم ومن هذا المنطلق نجد أن جرائم الأطفال تكاد تنحصر بين الأطفال الفقراء لتلبية احتياجاتهم والإحساس بإشباع غرائزهم واحتياجاتهم ومن هنا لابد أن تراعى الدولة خاصة فى نظامها التعليمى أن يشمل المنهج موضوعات مخففة يمكن أن يستوعبها الطفل مع الالتزام بالتوجهات الأخلاقية للطفل خاصه فى المرحلة الابتدائية، ومن هنا نضمن عدم التسرب واستيعاب الطفل لقيم أخلاقية ملتزمة من المدرسة حتى إذا كانت الأسرة ليس لديها وعى أخلاقى كاف يمكن أن تعوضه المدرسة كما يجب مراعاة الأسر الفقيرة والاهتمام بها وتوفير أعمال لأفراد الاسرة لكى تتمكن من الإنفاق على الأبناء وتلبى احتياجاتهم، ومن هنا ستقل نسبة جرائم الأطفال نظرا لتدعيم القيم الأخلاقية من خلال التوجهات المدرسية وتلبية احتياجاتهم من إنفاق الأسرة.