عم حسين الصياد صاحب مركب اعتاد على الكوارث لأن مفيش أسطول صيد مصرى

الخميس، 23 أغسطس 2012 07:13 م
عم حسين الصياد صاحب مركب اعتاد على الكوارث لأن مفيش أسطول صيد مصرى عم حسين صياد قرية مغيزل
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عم حسين جاد الحق عمره 65 عاما يعمل صيادا منذ أكثر من 50 عاما بقرية مغيزل مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ وقد سميت هذه القرية بمدينة الأشباح أو مدينة الكوارث لأنه لم تمر بضعة أيام إلا ويسمعون أهالى القرية عن خبر غرق مركب فى البحر وموت كل من فيه لذلك فقد اشتهرت هذه القرية بكثرة الأرامل والنساء لا يخلعن ملابس الحداد.

عم حسن اشتغل كصياد منذ أن كان عمره 15 سنة مثل باقى سكان القرية حيث يعمل معظم سكانها فى الصيد لأنها تقع على البحر الأبيض المتوسط على الجانب الشرقى لمدينة رشيد معظم السكان يعملون فى مهنة الصيد وتبعد عن مدينة كفر الشيخ 150 كيلو متراً ويبلغ عدد سكانها حوالى 30 ألف نسمة، ورغم أن عم حسين يعمل صيادا منذ فترة طويلة فقد اكتسب خبرة كبيرة بالبحر الذى يجيد العوم فيه هو وأبناؤه الذين يعملون فى نفس المهنة ويقول " ولا مرة اتمسكت على الحدود الليبية" ودائما ما يحذر أبناءه عندما ينوون السفر فى رحلة صيد بالابتعاد عن الحدود الليبية فالاقتراب من هذه الحدود يعرض حياتهم إما للموت بإطلاق الرصاص عليهم أو بالزج فى السجون الليبية.

ويحكى عم حسين مأساة ابنة هيثم الذى خرج للصيد يوم 13 رمضان الماضى، ولكنه نسى الدرس الذى لقنه له الشيخ العجوز واقترب من الحدود الليبية أملا فى الحصول على صيد ثمين من الأسماك المتنوعة فكما يحكى عم حسين فإن الشواطئ المصرية لا يوجد بها أسماك إلا نادرا لذلك فهم يذهبون إلى الشواطئ الليبية أملا فى الحصول على أسماك كثيرة نظرا لوقف الحال الذى يمرون به حاليا ولكن غفر السواحل الليبية قبضوا عليه هو وأخوه محمد وتم الزج بهما فى السجون الليبية.

ويقول عم حسين إن حياة البحر مليئة بالمخاطر ولقد تعودت قريتنا على الكوارث المستمرة فلا يمر أسبوع أو شهر إلا ونسمع عن تعرض أحد قوارب الصيد إما لإطلاق النار عليها أو الإمساك بها على الشواطئ.

ويحكى عن مرارة عيش أهل القرية التى تعودت على المغامرة للبحث عن لقمة العيش فهيثم ابنه عنده 33 عاما موجود حاليا فى أحد السجون الليبية ببنغازى.

ويقول إن أول مرة يقبض عليه بالقرب من الحدود الليبية طول عمره يصيد فى مراكب كبيرة والمركب كان عليه حوالى 15 شخصا مضيفا أن الترخيص الذى منحته لنا الحكومة المصرية أن نصيد من العريش إلى السلوم ولكن الصيادين لم يلتزموا طمعا فى الحصول على سمك أكثر وتم القبض عليهم وهم الآن فى السجون الليبية.

ورغم أن المحكمة حكمت لهم بدفع غرامة 500 دينار ليبى إلا أنهم لم يستطيعوا دفعها ويقول عم حسين إننا لا نملك شيئا فنحن صيادين غلابة والحال واقف ولم نشعر بالعيد ووالدته تبكى ليل نهار على ابنها هيثم وأخيه الذى يصغره حيث ذهب معه ليدربه على رحلات الصيد ولكنه بدلا ما يتعلم الصيد اتحبس فى السجن.

عم حسين يعمل فى إحدى المهن الصعبة التى ورثها عن أجداده ورغم ما يتعرض له من كوارث إلا أنه مصمم على أن يعمل صيادا ويعلم أولاده الصيد مهنة الأجداد فالبحر رغم غدره إلا أنه يعطى الكثير فهو ممكن أن يظل فى البحر أكثر من 12 يوما متتالية يتعرضون خلالها للغرق والموت والسجن وكم من مركب غرق أمامهم دون أن يستطيعوا إنقاذه فسوء الأحوال الجوية ممكن أن تجعلهم أكثر عرضة للموت دون أن يجدوا من ينقذهم.

وكما يقول عم حسين الذى سمى مركبه "أمير البحرين" تعودنا على الكوارث وياما مراكب غرقت أمامى ولم أستطع إنقاذها ثم نذهب فى اليوم التالى للصيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة