قالت الخبيرة زينب شريف، استشارى العلوم السلوكية والأخلاقية، إن هناك قوانين حاكمة وضابطة للعلاقات الأسرية، مثلها مثل قانون الجاذبية الأرضية بالنسبة للطبيعة، يأتى فى مقدمة تلك القوانين التى تحكم العلاقات الأسرية قانون "أحب أبناءك حبا غير مشروط". فالقانون يرسم شكل العلاقة بين الآباء والأبناء، ويؤكد استحقاق الأبناء لحب آبائهم بغض النظر عن سلوكهم وأدائهم ومقوماتهم الشخصية.
وأوضحت خبيرة العلاقات أنه عندما ترتبط محبة الآباء بآداء الأبناء تتحول العلاقة إلى معاملة مشروطة يكون فيها الابن المتميز محبوبا، والأقل تميزا أقل نصيبا فى الحب، وبهذا يكسر قانون الحب غير المشروط، وتتحول الأسرة إلى ساحة للمفاضلة بين الأبناء على أساس مستوى الذكاء أو التفوق الدراسى أو الطاعة العمياء، مما يحدث خللا جسيما فى منظومة العلاقة الأسرية الحميمة، ويؤثر سلبا على النمو النفسى والذهنى والسلوكى للأبناء.
كما تتعاظم المشكلة فى الحالات التى ينحرف فيها سلوك الأبناء عن توقعات الآباء، وخاصة فى مرحلة المراهقة. ففى محاولة لتقويم السلوك يقع الآباء فى فخ "الحب المغشوش" فتغلق "حنفية" الحب، ويصبح الرفض والنبذ والنقد غير البناء بديلا لعبارات الحب والتشجيع، ويسعى الآباء لتحقيق نتائج لحظية عاجلة بصرف النظر عما يحدث فى طبيعة علاقتهم مع الأبناء.
ولفتت استشارى العلوم السلوكية والأخلاقية إلى أن ذلك يؤدى إلى تحول الحب الأبوى الفطرى إلى حب مشروط ومغشوش، باعتباره مقابلا للأداء وليس وسيلة للإصلاح.
ولتفادى الوقوع فى فخ الحب المغشوش، تنصح الخبيرة الآباء بالمبادرة بالتغيير من خلال محورين، الأول وهو محور المفاهيم: تغيير مفهوم الحب بفصل الأبناء عن سلوكهم. فيصبح المفهوم الإيجابى "أنا أحب ابنى ولكنى أكره منه ذلك السلوك"، وذلك المفهوم لا يعنى الموافقة على السلوك الخاطئ للأبناء، وإنما يعنى إقرار القيمة الإنسانية لهم، وتعزيز العلاقة بصرف النظر عن الأداء.
أما الثانى فهو محور الأفعال، أى تكريس وقت مستقطع للحوار البناء مع الأبناء، وذلك يتم بخلق مناخ يقوم فيه الآباء بالاستماع لأبنائهم بغرض الفهم، وليس بغرض النقد. ومن خلال المناقشة يقوم الآباء بتعظيم الجوانب الإيجابية، وطرح السلوك السلبى لمناقشة يتم من خلالها توضيح الأبعاد والجوانب السلبية، ووضع خطوات يتم الاتفاق عليها للوصول إلى الحل المطلوب. وفاعلية الحوار تتحقق بمشاركة الأبناء فى صياغة الحلول، وبعقد حوارات بشكل دورى، فتأخذ المناقشات الأسرية شكلا وقائيا وليس علاجيا، وبذلك يتحول الحب الأسرى من كونه مصدرا لغويا إلى مفهوم وفعل واقعى.
خبيرة العلاقات زينب شريف تحذر من الحب المغشوش بين الأباء والأبناء
الأربعاء، 22 أغسطس 2012 06:56 م