بعد السهر طوال ليلة العيد مع الأهل والأصدقاء ثم صلاة العيد قرر تجاهل موعد النوم وإرهاق الجسد واستبدالهم بفكرة جديدة يقضى بها أول أيام العيد بعيدا عن احتفالات الأسرة والعائلة، وقرر قضاءه فى قلب عربات مترو الأنفاق تحت الأرض لتنفيذ مهمة واحدة هى أن يصبح المترو فى عيد هذا العام "مترو خال من التحرش".
شاب لم يملك معدات أمنية كبيرة أو أى نوع من الأسلحة أو دفعت له الأموال ليترك أهلة ويقضى العيد بهذه الطريقة بل تحرك بدافع النخوة التى لا تقبل أن تهان بنت مصرية فى شوارع المحروسة دون ذنب سوى نزولها فى يوم العيد وهذا كان سبب كافى له ليقضى العيد بالكامل على رصيف المترو بين الزحام وتدافع المواطنين ليقوم هو بنفسه بحماية بنت ربما لن يراها مرة أخرى ولكنها بنت مصرية من بنات بلده.
هذا الشاب.. هو واحد من عشرات الشباب المتواجدين فى حركة بصمة والذين اصطفوا صفا وراء الآخر على قضبان محطات مترو العتبة والشهداء والسادات عقب صلاة العيد مباشرة فى دوريات منظمة، منهم من يقوم بإنزال الرجال من عربات السيدات وآخرين يتحدثون مع الأطفال الذين يحاولون التحرش عن مدى خطورة ما يفعلونه بابتسامة وهدية صغيرة، وهنا خط آخر يستعد لمواجهة أى حالة تحرش جماعية ودوريات أخرى تصعد للعربات لتؤمن الرحلة، وهنا من ينسق مع مجموعة خريطة التحرش التى تراقب أى أحداث فى أماكن أخرى ليتوجهوا لها.
"الفكرة لم تكن سهلة والأمر تطلب منا إعداد وخطة كاملة وعشرات الشباب حتى نستطيع تنفيذ ما نريد"، يقول حسن نصار أحد أعضاء بصمة فى يومهم الأول لحماية البنات والذى كان يوما طويلا داخل أروقة المترو.
كيف نسمح لشباب عاديين بالتواجد داخل محطات المترو لتنظيم ومراقبة المواطنين ربما تنتج المزيد من المشاكل وربما تكون العواقب وخيمة؟ هكذا قابل المسئولون عن مترو الأنفاق الشباب مع بداية حملتهم برفض منقطع النظير على إتمام الحملة قابلة إصرار منقطع النظير من الشباب على الاستمرار ووسط هذا كان الفيصل هو ظهور ضحية من ضحايا التحرش بعد أن تم تقطيع ملابسها وإصابتها بعدة إصابات ليسمح المسئولين للشباب بالنزول والعمل.
ردود أفعال متباينة وجدها "البصمجية" أثناء اليوم فما بين الزغاريد والدعاء وبعض الغضب مرت ساعاتهم فى الاحتفال بالعيد تحت الأرض بعد يوم من الدوريات الشبابية التى استطاعت منع التحرش بقدر كبير فى مترو الأنفاق.
من على أرصفة المترو "البصمجية" يمحون التحرش من الأنفاق
الثلاثاء، 21 أغسطس 2012 04:50 م