"تصوموا وتفطروا على خير، رمضان كريم" من أحلى العبارات التى يتبادلها مسلمو السودان عند رؤية هلال رمضان، ويأتى دور "الزفة" أجمل ما يستقبل به مسلمو دولة السودان شهر رمضان الفضيل، فمنذ إعلان وسائل الإعلام لثبوت رؤية الهلال للشهر الفضيل تنتظم مسيرة من الرجال والشباب ومعها رجال الشرطة والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم يقومون بالطواف فى شوارع المدن الكبرى، معلنين بدء شهر الصيام، كما أن النساء يعلن عن فرحتهم باستقبال هذا الشهر بتغيير كل أوانى المطبخ.
استمرار إضاءة المصابيح الملونة على مآذن وأسوار المساجد طوال ليالى رمضان، من أكثر ما يميز دولة السودان بالاحتفال بهذا الشهر الكريم، وأيضا الحرص على انطلاق مدفع الإفطار عند غروب الشمس وأيضا عند حلول موعد الإمساك.
يتردد المسلمون على المساجد فى رمضان بصورة أكبر من باقى الأيام بين مصلين وقراء للقرآن الكريم، ومتلقين لدروس العلم والتفسير وذلك كل يوم من بعد آذان العصر وحتى يحين آذان المغرب، ثم يأتون لصلاتى العشاء والتراويح التى تتخللها دروس دينية قصيرة وترديد بعض الأذكار، ويؤديها أغلب المسلمون هناك رجالا ونساء وشيوخا وشبابا فى 8 ركعات إلا أن الكثير منهم لا يهتم بختم القرآن الكريم خلالها.
وسائل الإعلام لها دور كبير فى اجتذاب المسلمين لمشاهدة برامجها الدينية وأيضا الدراما السودانية.
أما المائدة الرمضانية السودانية فتتم على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، يصطف الناس حولها صفين متواجهين أمام المنازل أو فى الساحات العامة، وتأتى كل عائلة بطعام إفطارها جاهزًا، وتضعه على تلك البسط، ويقومون بكسر صيامهم ثم يصلون المغرب فى جماعة، ويبدأ الإفطار بتناول التمر ثم (البليلة) وهى عبارة عن الحِمّص، مخلوط مع أنواع أخرى من البقول المسلوقة، ومضاف إليها التمر وهو طعام لا غنى عنه عند الفطور، كما يحلو تناول عصير الليمون إذا كانت حرارة الجو مرتفعة، أو تناول الشوربة إذا كان الجو بارداً، ثم يتناول أهل السودان وجباتهم الأساسية وأشهرها البامية الويكة باللحم المفروم مع العصيدة بالتقلية الحمراء، وطعام ملاح الروب، وطعام القرَّاصة ويؤكل مع الإدام، أما "الآبرية الحلو، الأبرية المر" فهو أطيب شراب يحب مسلمو السودان الإفطار عليه، وهو شراب يتم تجهيزه قبل رمضان بأشهر لأنه يقلل من العطش فى نهار رمضان، هذا إلى جانب مشروبات "المانجو، البرتقال، الكركديه، قمر الدين".
وفى القرى يخرج الصائمون قبل المغرب حاملين أطعمتهم بكميات كبيرة متوجهين إلى المساجد أو الجلوس فى الشوارع منتظرين أى شخص غريب يفطر معه، كما اعتاد أهل السودان إرسال الطعام والشراب قبل المغرب بين الأسر، ولا يوجد فرق بين غنى وفقير فيمن َيهدى وفيمن يهدى.
وليلة القدر ينتظرها الجميع فى السابع والعشرين من رمضان، ويتم الاحتفال بها بإعمار المساجد والاستماع لكبار المقرئين.
"الرحمات" طعام يعده أهل السودان فى الخميس الأخير من رمضان يتصدقون به على الفقراء والمساكين، اعتقادا منهم بأن أرواح المتوفين تأتى فى هذا اليوم لتسلم على أهلها، وتقام فى الأيام الأخيرة من رمضان ليلة "الحنجرة" يقيمها من توفى له قريب عزيز خلال شهر رمضان، أو قبله بوقت قصير، وفى هذه الليلة يُقدم للمعزين التمر والمشروبات.
يودع مسلمو السودان شهر رمضان بإنشاد القصائد الدينية والمدائح النبوية، وإخراج زكاة الفطر وتوزيعها على الفقراء والمساكين، كما تجتمع النساء فى الأيام الأخيرة من رمضان لإعداد "الكعك والبسكويت" استقبالا لعيد الفطر المبارك.
" الأبرية، الويكة، القراصة" أحب ما يتناوله مسلمو السودان عند الإفطار
الخميس، 02 أغسطس 2012 01:04 ص
مصلون سودانيون للتراويح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالمجيد
عنوان المقال غير مناسب