أما "الداخل مفقود والخارج مولود" فكان هو الشعار الأول الذى وصف به طلبة كلية الطب بجامعة الإسكندرية الحال المتدنية لمبنى المستشفى وأقسامها المختلفة، عندما خططوا لوضع جدول زمنى لتطوير هذه المستشفى وتغيير حالها إلى الأفضل بجهود ذاتية انتهت بتحويل المستشفى من "خرابة" إلى مكان يصلح لاستقبال المرضى، فى حملة التطوير التى عملوا عليها طوال شهر رمضان.
"من أحياها" هو الاسم الذى اختاره مجموعة الطلبة الذين استطاعوا تطوير المستشفى "الميرى" كنشاط طلابى هدفه الأول المشاركة فى صناعة واقع جديد، من دفعات وفرق مختلفة اجتمعوا على هذه الهدف وكان مشروع تطوير المستشفى "الميرى" هو مشروعهم الأول الذى انتهى بمحاولة دخول مسابقة "إحسان" التى أطلقها الإعلامى السعودى "أحمد الشقيرى" للحملات الخيرية التى انطلقت خلال الشهر الكريم.
"المريض بيدخل هنا بمرض بيخرج بـ20 مرض، وكل اللى بيجوا هنا على أد حالهم" هكذا بدأ "محمد حسنى" الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الطب بالإسكندرية، والمنسق الإعلامى لحملة من "أحياها" حديثه لليوم السابع عن مشروع تطوير "مستشفى الموت" وأضاف: "بدأت الفكرة بعد حادث احتراق مبنى الحروق بالمستشفى، وهى الحادثة التى أعقبها مجموعة من الحملات لجمع تبرعات بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه وكان أولها حملة "ادفع 5 وارسم بسمة" داخل الجامعة، وجمعنا من خلالها مجموعة من التبرعات من الطلبة بشكل شهرى لمساعدة الحالات الحرجة وتوفير الأدوية المطلوبة أو أكبر جزء منها، إلى جانب حملات التبرع بالدم التى نظمناها لتوفير أكياس الدم للمرضى، ثم انتقلنا لمشروع تطوير المستشفى بشكل كامل فى حملة بدأت مع بداية الشهر الكريم.
وعن الإنجازات الملموسة التى أضافها شباب "من أحياها" على "مستشفى الموت" سابقاً يقول "محمد": ركزنا العمل فى مبنى طوارئ القسم الباطنى الذى تغير شكله تماماً بعد جهد كبير، ونجحنا فى توفير حوالى 28 سرير جديد مع تعليق الستائر حول كل سرير فى الغرف المشتركة، إلى جانب المفروشات، والمراوح، وطلاء جدران المستشفى بالكامل، بالإضافة إلى تغيير دورات المياه بأكملها بدورات مياه جديدة، وتوفير إضاءة جيدة داخل الغرف وصيدلية من الأدوية التى يحتاجها المرضى، وغيرها من التغييرات التى وضعناها على المستشفى فى فترة قصيرة.
شباب من "أحياها" من طلبة كلية الطب بجامعة الإسكندرية الذين وقفوا معاً فى وجه الإهمال الذى تعرض له المرضى والكوارث التى كان فقر الإمكانيات سبباً فيها، لم يكتفوا بما استطاعوا تغييره بل حاولوا استكمال عملهم بالتقدم لمسابقة "الإحسان" التى تهدف لمساعدة المشروعات الخيرية، كما أطلقوا دعوة عامة لكل من يرغب فى المشاركة والعمل معهم إيد واحدة من أجل واقع أفضل.







