ليس هناك من تفسير لحوادث الاعتداء على الزملاء خالد صلاح، وعمرو أديب، ويوسف الحسينى، سوى أن هناك تقسيم عمل داخل الجماعة، الصقور يضربون والحمائم يعتذرون، ولحق بذلك صفقة الخروج الآمن للمجلس العسكرى من المشهد الرئاسى، وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، مما يدفع بصقور الجماعة فى التمكين، ومن ثم التمادى فى استخدام العنف ما لم يسارع الرئيس مرسى بفتح تحقيق مع هؤلاء المعتدين.
أعمل بالسياسة منذ أربعين عاما، اختلفت دوما مع الإخوان المسلمين ولكنى كنت مع حقهم فى التسكين فى البناء الديمقراطى، ورفضت كل أنواع العزف ضدهم، ولكن ما يحدث الآن منهم أعترف أنه كان مفاجاة غير متوقعة من هذه الجماعة العريقة ذات الثمانية عقود من النضال والتضحيات، الجماعة تغرق فى مستنقع ذاتيتها وكأنها لا تتعلم من دروس الماضى، وتراهن على أوهام القوة، وتخسر يوما بعد يوم حلفاء وتكتسب يوما بعد يوم أعداء، أعرف أن هناك من أسكرتهم نشوة صفقة الخروج الآمن للمجلس العسكرى برعاية قطرية أمريكية، ولكن ستذهب السكرة وتأتى الفكرة، وعلى حكماء الجماعة أن يدركوا أنهم اصبحوا مسؤولين بمفردهم عن دولة تنهار ومجتمع يتفكك، وعلى سبيل المثال لا الحصر.
سيناء منذ 29/7/2011 والهجوم على قسم ثان العريش وإعلان بعض الجماعات السلفية الجهادية سيناء إمارة إسلامية، وحتى الآن اعتدت تلك الجماعات على (66 كمينا للشرطة والقوات المسلحة)، راح ضحيتها 203 ضحايا ما بين قتيل وجريح من كل الأطراف، إضافة إلى 24 حادث خطف و124 حادث قطع طرق، والبيئة السيناوية باتت محايدة مهما صرخنا بالشعارات الوطنية لحرمانهم من أبسط حقوق المواطنة، ولذلك فالحل العسكرى سيفشل إن لم يقترن بحل سياسى يعطى للمواطنين السيناويين حقوق المواطنة كاملة بما فيها حق تملك الأراضى.
الأقباط أيضا قامت بعض الجماعات السلفية المتزمتة بحرق 3 كنائس لهم فى العام الأخير، واعتدت على ممتلكات 64 أسرة، وشردت أكثر من 80 أسرة ما بين العامرية ودهشور، ويكفيهم خوفا وتجريحا فتاوى الشيخ ياسر برهامى التى تزدرى العقيدة المسيحية، لم أتحدث عن مشكلات النوبة، ولا الشيعة، وكلها قابلة للانفجار، ولا الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، لأن كل ذلك سوف تتحمل مسؤوليته جماعة الإخوان المسلمين حتى وإن كانت لم تتسبب فى تلك الانفجارات.
أما زملائى وأستاتذتى خالد صلاح ويوسف الحسينى وعمرو أديب.. فأتقدم لهم بالاعتذار، نيابة عن كل من راهنوا على أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تتعلم الديمقراطية سريعا، لأننا لم نكن نعلم أن من تربوا على العنف 80 عاما.. لن يتعلموا الديمقراطية والسلوك المدنى السلمى فى عام واحد!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مندهش
كفايه نقد
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير المصرى
لعلهم بفيقون من غرورهم!!