يسرق ويعطى الشعب..

"مزيكا" بأعلى صوت فى ميدان طلعت حرب: أنا أول حرامى وطنى

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 03:25 م
"مزيكا" بأعلى صوت فى ميدان طلعت حرب: أنا أول حرامى وطنى مزيكا
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قلب ميدان طلعت حرب بوسط المدينة حيث يختلط زحام الباعة الجائلين بالمبانى ذات التراث الراقى ويتجمع رواد المحلات الفخمة مع زبائن تجار الرصيف وتمر دوريات الشرطة بانتظام للاطمئنان على حالة الأمن، وقف ممسكا بعصا تحمل اعترافا هاما "أنا حرامى يا ناس" وعلى الجهة الأخرى استكمال الاعتراف وهو "هذه المسروقات حق للشعب" دون خوف أو قلق بل مع نداءات تجذب الناس إلى مشترياته التى وصفها "بالمسروقة".

مزيكا صاحب الـ29 عاما وابن فرشات ومحلات وسط المدينة كان صاحب هذا الاعتراف الذى قرر به أن يروج لمعروضاته "الممنوعة من العرض سوى على فرشته أو المحلات الكبرى" وهو يرتدى عباءة روبن هود شعبى لا يخاف من الاعتراف بسرقاته فى "وسط ميدان عام".

لو حلم حياتك تلبس المسروق والممنوع من العرض.. على السادة العملاء التوجه لساحة العرض.. هذه المعروضات المسروقة الممنوعة من العرض.. يملأ مزيكا ميدان طلعت حرب بصوت مرتفع وأداء مميز تعلمه واكتسبه من موهبته الفطرية وسنوات عمره التى قضاها بين زخم باعة وسط المدينة ليجذب أنظار المشترين والمارة على حد سواء ويجمع حوله الجماهير بسرعة البرق يضحك بعضهم وينبهر بعضهم ليشاهدوا ما نوع هذه المسروقات التى يعرضها صاحبها معترفا دون خوف.

مسروقات مزيكا عبارة عن مجموعة من الملابس التى تحمل أشهر العلامات التجارية العالمية بسعر موحد لا يصل حتى إلى سعر خروج هذه القطع من المصنع الحقيقى لها وهو 30 جنيها ويشرح مزيكا "سرقة إية أحنا بس بنحاول نجيب الزبون بطريقة جديدة لكن كل المعروضات تقليد درجة أولى ومعانا فواتيرها والمستورد بتاعها كمان".

الحرامى الوطنى كما يصف نفسه فضل عمل الرصيف المبتكر على العمل التقليدى بين أرفف المحلات المملة حيث تتراص على طول امتداد رصيف شارع طلعت حرب الآن مئات "الفرشات" للباعة الذين يتنافس كل منهم فى شراء "النديهة" أمثال مزيكا الذين يتبارون فى ابتكار الطرق فى جذب الزبائن ما بين استخدام الطبلة أو الميكروفون أو حتى الاعتراف بالسرقة ويقول مزيكا "فى المحل المرتب يتراوح ما بين سبعمائة أو ثمانمائة جنيه يعملوا إيه والدنيا كل يوم فى الطالع إنما هنا المكسب أحسن كثير وكل واحد وشطارته".

على الرغم من عمل مزيكا فى العديد من الفرشات والمحلات منذ نعومة أظافرة حيث يعيش حياته كاملة حتى النوم فى أروقة وسط المدينة ومحلاتها إلى أن فكرة "الحرامى الوطنى" هى التى حققت له النجاح والشهرة الأكبر ولكن حتى الآن وبعد مرور عام من النجاح الساحق لمزيكا فى قلب ميدان طلعت حرب تعد فكرة شراء محل خاص به هى درب من الخيال ويقول بابتسامة ساخرة من أوضاعه التى تحمل عنوان "السيط ولا الغنا" "محل إيه بس الفرشة اللى أدام الناس دية أصلا مش بتاعتى أنا صاحب الفكرة بس، يبقى هشترى محل!".

خمس دقائق من حديث مزيكا عن حياته الخاصة بعيدا عن الشراء تعد خسارة كبيرة لصاحب الفرشة الذى يشجعه على العودة للعمل سريعا وترك الحديث للصحافة ليأتى الصوت من خلفه محدثا باقى "النديهه" "مزيكا واقع النهاردة يا رجاله" ليعود مزيكا بشكل فورى لتلحين نداءاته الصادمة وجمع الزبائن "الحقينا يا حكومة أول حرامى وطنى بيعمل عمل وطنى هام بيسرق ويدى للشعب الغلبان يلا يا أستاذ تعالى وخد حقك".

24 ساعة فى وسط المدينة لا شىء سوى العمل والبحث عن إفيه أو نداء جديد عشان يجيب "سبوبة" يكمل بها مشوار حياته هو ملخص البائع "أحمد مزيكا" الذى يستعد الآن لتغيير كبير وهو الزواج ويقول "بعد العيد المفروض هتجوز وأكيد ده هيغير حاجات كثير فى شخصيتى وسأكون أكثر انضباطا".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة