ينتهى رمضان بإجازة العيد بعد شهر كامل من العمل وبذل الجهد بالعبادة فى طريق الرضا الربانى، لتظل معنا قيمة العمل نحملها معنا لتصاحبنا باقى أيام العام لنستطيع بها أن نصل لحالة التوازن فى الركن المهنى والمادى آخر ركنين من أركان الحياة المتوازنة، فكيف نسعى إلى تنمية أنفسنا وبذل الجهد بالعمل والمعرفة والتغيير للوصول إلى حالة مستمرة من التقدم فى الركن المهنى والتطور العملى وفى الركن المالى والذى يخدم باقى أركان الحياة، ويساعدنا على الوصول إلى حالة من التوازن فى الحياة، وبالتالى الوصول إلى التنمية الاقتصادية، فإذا ركز كل شخص فينا على فعل ما ينبغى عليه وتطوير قدراته المهنية للنهوض بنفسه وبالمجتمع سيصل إلى تنمية القيمة الداخلية عنده، وبالتالى زيادة تقييمه فى سوق العمل وزيادة النواحى المالية لديه.
أما آن الأوان أن نعيد أنفسنا إلى العمل ونفتح أبواب الفرص لنا ولأبنائنا، أما آن الأوان أن نرسم الحلم المصرى بسواعدنا وأن نتنفس حلمنا حتى ننشره فى هواء مصر وفى أرجائها، أما آن الأوان أن نبدأ حلم التغيير الحقيقى وليس فقط السعى لتغيير الأشخاص والمسميات، ولكن التغيير الفعلى فى الأفكار والسلوكيات، أما آن الأوان أن نرسخ القيم العليا فى المجتمع وليس فقط الاكتفاء بالمناداة بها والمطالبة والمسائلة عنها "حرية عيش عدالة اجتماعية"، فكيف السبيل إلى تطبيقها؟ فلن نستطيع تحقيق هذا الحلم إلا بالعمل الجاد الموحد نحو هدف واحد وليس بالفرقة والتفرقة والتشتت والفوضى، وكيف السبيل إلى الاستقرار؟ فلن نستطيع بلوغه إلا بمواجهة كل من يريد الخراب لهذا البلد الآمن، رغما عن المفسدين سنستطيع أن نستعيد حلمنا المسلوب.
نعم نملك الرغبة الحقيقية فى التغيير ولكن هل نملك القدرة التى تكافئ هذه الرغبة، فيجب علينا أن ندرك أن هناك فرقا كبيرا بين القدرة والرغبة، وهذا الفارق يكمن فى أن الرغبة غير محدودة، بينما القدرة محدودة والمشكلة أن الإنسان دائما يخلط بينهم ويتعامل – لا شعوريا - باعتبار أنهما شىء واحد. فيجب أن نحدد حجم قدراتنا تماما وقبولها ثم تخفيض الرغبة الحالية على قدرها، مع العمل لزيادة القدرات مستقبلا لتحقيق الطموحات المنشودة، وكل ذلك فى جو من الهدوء النفسى والطمأنينة والرضى فى الحاضر والمستقبل .وبهذا الإدراك نستطيع أن نقول بثقة نعم نرغب ونستطيع أن نحقق الأهداف.
وعلينا إدراك أن المحرك الأساسى لتحقيق الأهداف هو الرغبة المشتعلة، ذلك الإحساس الداخلى المتفجر كالبركان الذى لا يستطيع أحد إيقافه وهى تلك الطاقة الهائلة التى تدفع الإنسان للوصول لأمنياته، ويستطيع الإنسان أن يحصل على هذه الرغبة عن طريق الدوافع الداخلية من السعادة والألم وهى القوة المحركة للسلوك البشرى. فكل تصرفات الإنسان تنتج إما بدافع الحصول على السعادة أو دافع الابتعاد عن الألم. وإذا أدركنا واستشعرنا أهمية أهدافنا وما ستحققه لنا من سعادة أو تدفعه عنا من أضرار سيتولد لدينا الدافع لنسعى فى تحقيق أهدافنا بجد وإرادة ومثابرة، ونحن على ثقة بأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا.
ومن هذا المنطلق أستطيع القول بقوة نعم نستطيع فإذا كان النجاح العملى والاقتصادى فى استطاعة كل من الشعبين الصينى والماليزى فنحن أيضا نستطيع، وإذا كان الأمريكيون نجحوا فى رسم حلمهم الأمريكى والسعى إلى تحقيقه فنحن نستطيع كأمة أن نستعيد قيادة الحضارة، إذا آمن كل فرد فينا بقدرته على التغيير مهما كان الواقع يبدو مستحيلا، وبدأ بقول نعم أستطيع، المواجهة، التفكير، العمل، الابتكار، بذل الجهد، المثابرة، الإنتاج، البناء، التعلم، البحث، الصمود، النجاح، الاستمرار... فأنت تمتلك كل هذه الأفعال بداخلك فأخرجها إلى الواقع تكن واقعا... آمن بقدراتك فأنت تمتلك أكثر مما تدرك عن نفسك وتأكد أنك تستطيع..
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: روحانيات رمضانية "4"
الإثنين، 13 أغسطس 2012 02:48 م
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة