صلاح.. ديوان مظالم متحرك يحلم بنظرة جديدة لهموم العباد

الأحد، 12 أغسطس 2012 05:46 م
صلاح.. ديوان مظالم متحرك يحلم بنظرة جديدة لهموم العباد المهندس
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إحساس مكبوت بالظلم تجمع فى قلبه بعد أن أفنى عمره فى حرث أراضى الصحراء وتحويلها إلى مزارع خضراء، وخرج خالى الوفاض، وبعد أن امتنعت زوجته عن منحه رؤية ابنته، وبعد أن شعر أن مصدر رزقه الوحيد مهدد بالضياع، جمع أوراق شكواه ورصد عشرات المظالم التى تعرض لها، واتجه فى صباح يوم 12 مارس 2007 إلى المكان الذى ظن أنه سيحل كل مشاكله ويعود له بحقوقه التى تاهت بين طيات المكاتب الحكومية وهو مكتب رئيس الوزراء، أحمد نظيف، فى هذا الوقت، ليقدم له تظلماته وشكواه حتى تنتهى مأساته.

الحكم والجلاد.. هو العنوان الذى وضعه المهندس الزراعى صلاح عبد الحميد أحمد لمسيرة حياته، التى تحولت إلى ديوان مظالم متحرك زار مكتب نظيف مرتين الأولى فى 2007 والثانية فى 2010 قبل أن تبدأ الثورة ليواصل معها تحركه من مكتب شفيق مرورا بشرف ومنه إلى الجنزورى ثم المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل أن يصل إلى مكتب الوزير هشام قنديل، ليجد أخيرا المكان الحقيقى الذى يحتاجه، وإن كان لن يحل مشكلته وهو ديوان المظالم الحقيقى، الذى مازال ينتظر أن ينظر فى شكواه حتى الآن.

"أنا بس كل اللى طالبه أن شكوتى حد يقراها وهما هيعرفوا أن ليا حق على طول" يحكى صلاح إصراره على حمل شكواه طوال هذه المدة دون أن يفقد الأمل فى أن يحصل على حقه – من وجهة نظره - دون جدوى ويتابع" فى كل مرة كنت أقدم شكوى كانت تحال إلى الوزارة أو الجهة التى وقعت على الظلم لتكون هى الحكم والجلاد فى نفس الوقت، وهذا ما يؤكد أن شكوتى لم يقرأها أحد إلى الآن".

صلاح بدأ حياته كمهندس زراعى اتجه إلى صحراء وادى النطرون والخطاطبة ومركز بدر والنوبارية وغيرها من الأماكن التى شارك فى تحويل أرضها من صحراء جرداء إلى "مزارع تغنى" ولكن ما كان يلبس أن يبدأ فى التقاط أنفاسه والاستمتاع بغناء الأرض وحصد ما زرعه إلا ويجد نفسه يخرج منها ليبدأ أصحابها فى الاعتماد على العمال فقط والاستغناء عن خبرة المهندس ويحكى "الأرض بتغنى بجد بعد ما تتحول من صحراء إلى خضرة بتغنى فيها الأشجار وأصواتها وزقزقة العصافير وألوان الفاكهة بس كل ده ما كنتش بلحق أفرح بيه".

يحكى ديوان المظالم المتحرك قصة تظلمه الأول والتى بدأت عام 95 بعد أن حصل على قطعة أرض بوضع يد مثبت وبدأ فى استصلاحها عقب وعود الحكومة بأن هذه الأرض سيتم تمليكها ليجد نفسه خارجها بعد ذلك ويتابع "المشاكل لم تتوقف هنا فبعد ذلك كنت ضحية قصة زواج فاشل وعدم رؤية ابنته التى لم يراها إلا مرة واحده عقب ولادتها منذ خمسة سنوات.. هو تظلم صلاح الثانى فبعد الزواج والحصول على الابنة بأسبوع واحد وجد صلاح زوجته تسافر إلى قريتها لتكمل حياتها مع أهلها متناسية أن لها شريكا فى هذه الابنة، ويقول "هى رؤية بنتى محتاج أنى أفضل أطالب بيه أكثر من خمس سنين".

ويتابع صاحب ديوان المظالم الخاص الذى دخل لتوه فى العقد الخامس من عمره "القضية الأخيرة عن إسقاط ضريبى لمحل مساحته 4 x 8 تر أتشارك فيه مع 72 وريثا من 23 أسرة هو كل دخلى الآن بعد أن ذهبت الأرض وذهب شقاء السنين، ولم أعد قادرا على العودة للصحراء مرة أخرى".

عم صلاح يحلم الآن أن يكون ديوان المظالم هو تحريره من المظالم التى كبلته لسنوات، وأن يفتح ظرفه مع آلاف الأظرف التى دخلت هذا المكان وينظر لكل ظرف على أنه حياة إنسان كاملة متوقفة وليست ورقة تحبس فى الدرج لسنوات أو تحال لم هو متظلم منه مثلما كان الحال فى مصر لسنوات طويلة شهد الرجل على أجزاء منها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة