ما تخسرنيش، ما تكَفَّرنيش، ما تستعبدنيش، ما تطَنِّشنيش.. عدد من الشعارات التى استخدمها الفنان باسم يسرى فى حملته "ما تخسرنيش" والتى تهدف إلى التأكيد على احترام وتقبل الاختلاف، ونبذ العنف بجميع أشكاله والتعصب والاضطهاد، والفساد، وذلك من خلال تصميمات لملصقات وتى شيرتات يرتديها الشباب والفتيات.
تم إطلاق الحملة بعد قيام الثورة المصرية، حيث طرحها باسم يسرى فى البداية على صفحة التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، ثم انتقلت بعد ذلك إلى شوارع القاهرة والإسكندرية، وبعض المدن العربية الأخرى، فى هيئة بوسترات وملصقات بألوان جذابة، ثم أخيرا فى هيئة تى شيرتات يرتديها الشباب والفتيات للتعبير عن آرائهم من خلال شعاراتها.
تتلخص فكرة الحملة فى تدعيم الحقوق الشخصية للإنسان بشكل عام والمواطن المصرى بشكل خاص. فالواقع المصرى ملىء بأمثلة تنتهك فيها حقوق المواطن سواء من قبل السلطة أو من قبل شركاء الوطن التى تتجلى فى التعصب الطائفى والتحرش الجنسى بالنساء على سبيل المثال وليس الحصر. تطمح الحملة إلى نبذ تلك السلبيات من خلال جمل تتخذ صيغة " ما… تنيش"، وتتخذ تصميمات تعتمد على خلفيات ذات ألوان جذابة ومختلفة، بالإضافة إلى استخدام الخط العربى التقليدى فى جميع التصميمات.
ومن تلك الشعارات ما تسرقنيش، ما تورطنيش، ما توعظنيش، ما تخذلنيش، ما تهمِّشنيش، ما تحاربنيش، ما تكَفَّرنيش، ما تتجاهلنيش، ما تلغينيش، ما تضطهدنيش، ما تسكِّتنيش، ما تسجنيش.
باسم يسرى، صاحب فكرة حملة "ما تخسرنيش" أكد، لـ"اليوم السابع"، أن التأثير المتوقع للحملة على المجتمع لن يكون تأثيراً مباشراً، وإنما هى تهدف إلى خلق الحوار بين مختلف أفراد المجتمع مما سيساهم، على المدى البعيد، فى تدعيم مبادئ احترام اختلاف الآخر، ونبذ العنف والتعصب والفساد، والتأكيد على حرية التعبير واحترام السلطة لأفراد الشعب.
وأوضح باسم أن الحملة تم إطلاقها وبدأت فى الانتشار منذ شهر مايو من عام 2011، وأنها تحاول استخدام أساليب البروباجاندا البصرية (أو الدعاية البصرية) مثل البوسترات وغيرها من الوسائل المرئية فى الدعاية لمفاهيم تتعلق بحقوق الإنسان بدلاً من الدعاية لمذهب سياسى أو لشخص معين، مشيراً إلى أن للصورة شديد الأثر فى تشكيل وعى وفكر الشعوب لذلك تعمد الأنظمة الحاكمة عادة إلى استخدام وسائل الدعاية البصرية لتدعيم شعبيتها لدى الشعوب التى تحكمها أو لإقناع المحكوم بأن الحاكم هو الأب والراعى، ومن ضمن الأمثلة على ذلك انتشار الملصقات الدعائية التى تحمل صورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى شوارع المدن المختلفة وفى مداخل ومخارج الطرق السريعة أثناء فترة حكمه، وحاليا انتشار صور الجندى الذى يحمل طفلاً رضيعاً مهدهداً إياه وأدناه عبارة "الجيش والشعب إيد واحدة".
قامت حملة "ما تخسرنيش" كمبادرة فردية من الفنان باسم يسرى معتمدة على المجهود التطوعى للمتحمسين إليها، وعلى تبرعات رمزية من أفراد. لاحقاً، حصلت الحملة على دعم مادى من كل من مؤسسة "أضف" (مؤسسة التعبير الرقمى العربي)، ومؤسسة أفاق ( الصندوق العربى للثقافة والفنون)، مما أتاح القيام بتنفيذ مطبوعات الحملة المختلفة.
وأكد باسم يسرى أن فكرة الحملة نشأت لديه بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية فى مطلع عام2011، حيث ألحت عليه فكرة استخدام أدواته الفنية لمواجهة مشكلة الطائفية، لذلك أطلق على الحملة اسم " ما تخسرنيش"، إلا أن مفهوم الحملة توسع ليشمل العديد من المشاكل الأخرى التى يواجهها المجتمع، إضافة إلى مشكلة الطائفية، بعد قيام الثورة وتنحى مبارك، حيث استمرت الأوضاع الاجتماعية فى التردى واحتدمت العديد من أحداث العنف مثل حرق الكنائس، وقيام الجيش بتعذيب المتظاهرين والثوار والزج بهم فى السجون والمحاكم العسكرية، على حد قوله. وأضاف أن الحملة لن تستطيع تغيير سلبيات المجتمع على المدى البعيد بمفردها، بل إنها جزء من صورة كبيرة لن يتسنى لها الاكتمال إلا بنشوء العديد من المبادرات التى تتناول قضايا اجتماعية وسياسية مختلفة. باسم يسرى هو فنان مصرى، يقيم ويعمل حاليا بالقاهرة. حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة حلوان عام 2003، كما حصل على ماجستير فى الفنون البصرية من جامعة تمبل بمدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2009، وتتنوع أعماله بين وسائط متعدة منها التجهيز فى الفراغ الذى يقوم من خلاله بالجمع بين الرسم والنحت والفيديو، كما يقوم بصناعة أفلام تسجيلية تجريبية طويلة، و يعرض أعماله منذ عام 2003 فى مصر، ودول الوطن العربى، وأوروبا، والولايات المتحدة.
البس التى شيرت اللى على مزاجك فى حملة "ما تخسرنيش"
السبت، 11 أغسطس 2012 11:44 م
جانب من الحملة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
bassem
ض تى شيرت