عم أحمد يحاول إنقاذ العالم من خلف "عربة العصير"

الجمعة، 10 أغسطس 2012 12:18 م
عم أحمد يحاول إنقاذ العالم من خلف "عربة العصير" عم أحمد وعربة العصير
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من فوق عربته الصغيرة المستقرة على ناصية شارعى جامعة الدول العربية مع البطل أحمد عبد العزيز، والتى تحمل خمسة أصناف من العصائر الرمضانية المشهورة، استطاع عم أحمد "بسر صنعته" جذب اهتمام "بهاوات" منطقة المهندسين لتلتف حول عربته الآتية من عصور المماليك وتجر باليد، عشرات العربات الفارهة لسكان المنطقة الراقية تتهافت على تمر وسوبيا "عم أحمد" متجاهلة مئات المحلات والسوبر ماركت التى تقدم أشهر الماركات المصرية والمستوردة.

"بالعلم والمال يبنى الناس ملكهما.. لم يبن ملك على جهل وإقلال.. مش أحمد شوقى قال كده" بهذه الإجابة الصادمة من شخص يقضى أكثر من نصف يومه على الرصيف، بدأ عم أحمد الإجابة عن سر نجاحه وتفرده بعربة تمر على أصحاب المحلات الفاخرة، ويتابع "أنا أتعلمت ودرست عشان أقدر أقف فى مكانى أفيد البشرية، وأقدم للناس حاجة تشربها وتفيد جسمها، وتكون طبيعية بالكامل، وبدون أى مواد صناعية ومتفردة فى صنعتها وضبط مقاديرها".

من ضرب مثال بهدم الألمان لسور برلين، وتوحدهم، والانتقال إلى بيت شعر راقٍ، ثم أخذ العبرة من آية قرآنية كريمة، والمرور على حكمة من حكم القدماء، وبعدها سرد قصة شخصية مصرية شهيرة نجحت بعد البداية من الصفر، ستجد عم أحمد يبهرك فى ساعات تمر كثوانى مرة تلو الأخرى، وهو يحكى كيف يجب أن تتغير مصر وتنهض هى وكل فرد فيها، وكيف يمكن من مكانه فوق عربة صغيرة لبيع العصائر أن يغير العالم والبشرية بأكملها عن طريق الاجتهاد فى عمله، وإتقانه على الوجه الأكمل وهو ينظر لهدف أكبر.

مع بداية ظهور الشمس يستيقظ عم أحمد ليبدأ فى إعداد مشروباته "فلكل مشروب معنى ومغنى"، وعدم استخدام المواد الحافظة والألوان له ضريبة، فالتمر له قوة احتمال، والخروب له قدرة أخرى، والاثنان يختلفان عن الدوم أو السوبيا، ويقول مايسترو العصائر "ضبط النسب له فن يجب أن أنفذه بإتقان حتى تحصل على أفضل عصير، ثم أنتقل إلى مرحلة ضبط الزجاجات التى تأخذ وقت طويل".

سر زجاجة عم أحمد لم يأت من فراغ، فلكل تفصيلة منها قصة، فالرجل الخمسينى صمم شكل زجاجته لتجذب الانتباه ثم طبع اسم المشروب وشكل الثمرة على طبعات لاصقة، يسهر ليلا لوضعها واحدة واحدة فوق مئات الزجاجات باهتمام بالغ، ويقول "وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.. وأنا لدى هدف كبير لذلك يجب الاهتمام بكل التفاصيل ودراستها حتى الزجاجة تحمل رسالة فى تعريف الناس بأشكال مواد العصائر الطبيعية، والتأكيد على أنك لا تشترى إلا ما يفيدك لأن جسدك مهم فى الحياة".

الخمسة وعشرون مشروبا هو حلم الرجل صاحب الخمسة مشروبات فقط، فعم أحمد يحلم بتقديم مشروب الحلو مر القادم من السودان ومشروبات البندق والفستق والزبادى بالجرجير، وغيرها العشرات من المشروبات، ويقول "كل ما أطلبة هو شاب أمين يساعدنى فى هذا العمل"، ويتابع "المشكلة أن هذا الشخص سيكون مسئولا عن الناس وصحتهم، وهذه أمانة كبيرة تحتاج إلى شخص أمين حتى أشركة فيها، ولذلك حتى الآن لم أجد مساعدا على الرغم من توافر جميع الإمكانات لتحقيق هذا الحلم".

من بين سائقى الميكروباص وأصحاب العربات الفاخرة الذين يتجمعون معا أمام عربة عم أحمد، والتى لا تعترف بالطبقات، كان الرجل الذى يبدوا كجبل الثلج – لا يظهر منه سوى ثلث ما يملك - يتابع الحالة السياسية من خلف عصائره، ويقول "نحن أيدنا مرسى كمرشح للثورة وإذا فعل ما فى صالح العباد ربنا يوفقه ولن يحتاج أحدا، ولو لم يفعل ربنا هيعينا عليه ثم يولى من يصلح".

أحلام "سوبر عم أحمد" تتحدى الآفاق، فاهتمامه بالثقافة والقراءة والمتابعة لا تحيده عن تحقيق أحلامه، ولكنه يرفض الإفصاح عن فحوى هذه الأحلام حتى الآن، ويقول "الذى فرقنا عن الغرب أنهم طبقوا ما حلموا به، ونحن عشنا فى خيال لأحلام، ولذلك أنا طبقت هذا المشروع الآن، ويمكننى الحديث عنه، ومشروعى القادم سيكون مفاجأة ضخمة بعد خمس سنوات بإذن الله".















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة