"عايز تتجوز أو عايز وظيفة" الحل عند قصر الاتحادية

هذه الأماكن كان يستحيل على أى فرد الاقتراب منها، وهى الأماكن التى سميت فى النظام السابق بالمناطق المحرمة حول قصور الرئاسة، والآن وبالرغم من أن الحرس كان قد ترك هامشا للتواجد أمام هذه القصور بعد إعلان فوز الدكتور مرسى بالرئاسة إلا أن هذا الهامش بدأ فى التناقص إلى أن وصل إلى خيمتين فقط ومجموعة من البشر المتناثرين ينتظرون تحقيق مجموعة من المطالب من وجهة نظرهم الخاصة أنها ستغير من الوضع الحالى الذى وصلت له البلد.

يسكنون خيامهم ولم يقرروا وقتا أو ساعة للرحيل، يحتل كل منهم مساحة من الأرض مرابطين فيها، اندمجوا معها رافعين مجموعة من اللافتات والصور التى تقرأ لسان حالهم وتعكس ما يدور بأنفسهم.
يحسب من يمر عليهم أنهم أميون أو غير متعلمين، ولكنهم فى واقع الأمر على درجة عالية من الثقافة والمعرفة بما يدور حولهم من أحوال البلد.

منهم من خرج من خيمته ليطلع على أحوال ما يدور حوله، والبعض الآخر يجلس داخل الخيمة محتميا من حرارة الشمس وقطرات اليأس الممزوجة بعرق الانتظار، يبحث عن الرد على عريضة مطالبهم.

ومنهم زكريا عبد القادر رجل بسيط يمتلك ورشة حداده، تواجده بخيمة أمام القصر ليس بسبب عدم امتلاكه لمسكن ومنزل للمعيشة، ولكنه جاء مطالبا الرئيس مرسى بعشر مطالب منها حل مجلس الشورى، والاعتراف بالإعلان الدستورى المكمل، ورفض اللجنة التأسيسية، وتنحى الإخوان عن أية مناصب قيادية للدولة، وتعيين وزير الداخلية من ضباط الشرطة، والتحقيق فى المحاضر المحررة ضد المطابع الأميرية حتى وإن لم تؤثر على نتيجة الانتخابات.

ولا يطلب عبد القادر شيئا لنفسه يأمل ويطمح أن ما يطالب الرئيس مرسى به يكفل لأولاده وبناته حياة كريمة يضمن لهم الحق فى الحصول على وظيفة توفر لهم دخلا يمكنهم من مواجهة نفقات الحياة المختلفة.

ويعطى لهم حق الحياة والزواج وتكوين أسرة فلا يصل كل منهم لسن الخمسين والأربعين وهو يواجه شبح الوحدة بمفرده.

ويقول زكريا " كل هذه المطالب تهدف فى الأساس لعزل الرئيس مرسى عن الإخوان عشان يكون رئيس مدنى يقدر يصلح حال البلد اللى بقت ولا كهربا ولا مياه ولا بنزين ولا عدالة اجتماعية".

ويؤكد أنه هنا لتحقيق هذه المطالب ولكنه يؤكد فى الوقت نفسه أن هناك من يجلس بجواره ليحقق مطالبه والتى تتمثل فى الحصول على مسكن وعمل أو علاج.