الغدر شيمة الجبناء والخسيس يتسلل ويخطط لجرائمه بلا ضمير ولا قلب ولا عقل ولا منطق ولا دين ومن لا يستعد جيدًا ليأمن مكر الخسيس الغادر يكوى بناره وعليه أن يتحمل النتائج، ولكن من العار والخزى أن تمر جريمة نكراء دون دراسة علمية لكل الأسباب، التى أدت لحدوثها وتخطيط حقيقى مدروس وواقعى لآلية عقاب رادعة لكل من تسول له نفسه اللعب بأمن الوطن وأرواح أبنائه، وما حدث فى رفح بالأمس القريب والتعامل معه أكبر بكثير من مجرد كلمات عنترية جوفاء ودغدغة مشاعر الجماهير.
حتى تنسى العار الذى لحق بنا من سقطات فقدنا معها أرواحًا طاهرة من فلذة أكبادنا جراء عدم الاستعداد الكافى وإشغال القيادات العسكرية بمتاهات ودهاليز السياسة وألاعيبها حفاظًا على التوازن داخل الوطن وخوفًا من أن يكون فى يد فريق واحد يفعل بالأمة ما يراه وحده، وهذا بالطبع أثر على دورهم الأساسى فى الدفاع عن حمى الوطن والحفاظ على حدوده وأمنه.
الجريمة بدأت يوم أن تبارينا جميعا كالغوغاء فى سب الجيش وقياداته ونعتهم بأسوأ الألفاظ والصفات فضربنا المثل السيئ لكل دنيء خسيس أن يتطاول علينا وأن يخطط للعدوان والغدر اعتقادا منه أن شوكة الجيش قد انكسرت وأن غيبته قد ضاعت وأن قياداته قد انشغلت، ضاعت هيبة الدولة يوم أن استمرأها الإرهابيون وعاثوا فيها فسادا ودخلتها الأسلحة من كل صوب وحدب وأصبحت تباع جهارا نهارا وتنقل من أقصى الغرب فى مرسى مطروح لأرض سيناء بلا ضابط ولا رقيب وما تم كشفه لا يتعدى شيئا مما تم نقله، وضاعت هيبة القانون يوم أن استمرأ البلطجيين والخارجون عن القانون أمن المواطن والوطن فى الداخل وفعلوا بنا الأفاعيل فى جميع المحافظات من سرقة وسلب ونهب وخطف وسرقة، وضاعت هيبة الدولة يوم أن حولنا مصر من دولة إلى جماعة ومن صالح عام إلى نظرة ضيقة لرؤية محدودة.
ويوم أن اعتقدنا أن صوت الميدان أقوى من صوت الدماء التى تباح على الحدود ففتحنا المعابر على مصراعيها بدعوى الإخوة والدم الواحد دون أن نفرق بين الناس ودون دراسة لطبيعة شعب مختلف فى طباعه وعاداته وسلوكياته داخل فلسطين ولم نفهم جيدا ما بينهم وبين بعضهم البعض من تناحر وتنافر وفرقة وشتات لدرجة أن هناك من يشوا بعضهم لدى قوات الاحتلال الإسرائيلى وما جرائم التصفية الجسدية بمساعدة من داخل فلسطين نفسها عنا ببعيد من الغباء السياسى ألا ننتبه وألا نفكر وألا نعمل العقل والمنطق وتأخذنا العزة بالإثم اعتقادا أننا نمد الأواصر ونوثق الروابط والعرى ونلقى بالمسؤولية على الموساد الإسرائيلى ونبرأ منها كل آثم ضال ونتناسى الأهم وهو ضرورة أن نتوحد داخل أوطاننا ونتآلف مع جيشنا وقياداته وألا نتناحر على سلطة وألا نعتقد أن المسؤولية سهلة ميسرة جاءت لنا على طبق من ذهب لنغتنمها ولا نضيع الفرصة التاريخية من أيدينا ولو عاشت جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها داخل هذا الوهم لفترات طويلة ربما وجدنا أنفسنا أمام 67 أخرى لا قدر الله وضاعت منا أرض الفيروز تحت أسنة المطامع وشهوة السلطة، كفانا مهاترات وكفانا تضليل لأنفسنا وانخداع بشعارات بلهاء عفا عليها الزمن ولم تعد تؤكل ولا تغنى من جوع وكفانا اللعب بالكلمات نريد تحقيقا فعليا عن القصور لدى الاجهزة الامنية فى معرفة كل ما يجرى داخل أرض مصر ومن يدخل ومن يخرج وأن يكون لدينا القوة الحقيقة الفعلية التى تلجم كل من تسول له نفسه مجرد التفكير فى الاقتراب من حمانا وأن يعى جيدا أن دعاوى الجهاد والتكفير والهجرة وتحرير القدس من باب سيناء وكل هذا الهراء المزعوم هو لعب بالنار لأن أمن مصر لن يتحمل غزوة رفح أخرى لأن ما سال على أرضنا الطاهرة دماء غالية وليس بعض الماء يجف مع مرور الوقت وأن الروح التى صعدت لبارئها راضية مرضية تقف الآن فى حلوقنا بطعم العلقم والمرارة تطلب الثأر وإلا لحقنا العار وتجرأ علينا الإرهابى والبلطجى والسفيه والجار رحم الله الشهداء الأبرار وسقط كل الضعفاء الجبناء.
د.هانى أبو الفتوح يكتب: رحم الله الشهداء الأبرار ويسقط كل الجبناء
الجمعة، 10 أغسطس 2012 02:24 م