من بين صفوف الكتب التى وصلت إلى أربعة آلاف كتاب تم إنقاذها من أرفف النسيان، حيث لا تزورهم وترى أفكارهم سوى بعض الأتربة، بدأت تظهر علامات الأمل والسعادة على أعضاء حركة "تنمية" حين وضعوا بهذه الآلاف من الكتب الأعمدة الأولى لأول مكتبة من مشوار طويل يصل إلى حد الحلم الذى بدأت بشائره فى الظهور تحت عنوان "حملة المليون كتاب".
فى أول أيام وضع حجر الأساس لحلم المليون كتاب جلست الدكتورة منار والدكتورة صافيناز والدكتورة زينب ليعلموا الشباب كيفية فهرسة الكتب "هنا تكتب أسماء المؤلفين وهنا اسم الكتاب وهنا ترقم الكتب" وعلى الدائرة المستديرة كان ماجد ومحمد ومحمود الذين عملوا لجمع الكتب من كل مكان على مدار شهرين مستمرين فى الترتيب والتنظيم، وإلى جوارهم صافيناز مازالت تدعو الشباب للمشاركة والتبرع بالكتب بعبارات جذابة وتصميمات مؤثرة عبر صفحات الإنترنت، وشعراوى مع مجموعته يضعون نظام عمل المكتبة التى ينتظرون أن تخرج للنور بشكل نموذجى، وغيرهم العشرات الكل يتحرك فى خلية نحل خلف حلم كبير لمحو الأمية الثقافية فى مقر المكتبة الأول للمشروع بالحى الثالث فى منطقة 6 أكتوبر.
أحلام بأن تتحول حوارات المقاهى من مناقشات عن مباريات الكرة إلى حوارات وجلسات ثقافية حول الكتب الجديدة والأفكار الحديثة، وأن يتحول اهتمام الأطفال من البحث عن شراء لعبة صينية صممها أطفال مثلهم إلى البحث عن كيفية تصنيع هذه اللعبة وصناعة الأفضل منها، وتعود مصر كمنارة ثقافية لمنطقتها والعالم وضع الشباب هذه الأحلام بجانب بعضها ليصنعوا محركات نفاثة تدفعهم نحو تحقيق أهدافهم والاستمرار فى تصميم المكتبة الأولى فى "رحلة تنمية والمليون كتاب".
مكتبة تنمية يعدها الشباب لتصبح نموذج يتم تعميمه فى كل المناطق من خلال عدة أفكار فهى ستعمل على جذب حتى من لا يحبون القراءة عن طريق إقامة نادى للسينما، وندوات ثقافية وورش تدريبية فى كافة المجالات حتى تدخل جميع الفئات إلى قلب المكتبة، حيث يأملوا أن يقوم مغناطيس المعرفة بدوره وجذبهم إلى القراءة والكتب دون أن يشعروا ويقول معتز شعراوى العضو المؤسس بتنمية "سنعمل أيضا على أن نجعل المكتبة تعمل بالتمويل الذاتى وتصرف على نفسها وتدر بعض الدخل سنستخدمه نحن فى تنمية المشروع وسنقدمه كحافز يدفع أشخاص آخرين فى مناطق أخرى لتبنى العمل".
التنمويين الثقافيين عملوا منذ شهرين على إنشاء مراكز تجمع للكتب فى معظم مناطق القاهرة مثل مصر الجديدة، ومدينة نصر، والمهندسين، والدقى وشبرا الخيمة، والمقطم، حيث كان كل متطوع يعمل على جمع الكتب من منطقته ونشر الفكرة تحت شعار "أتبرع ولو بكتاب" ثم بعد جمع العدد المطلوب يتم توصيلة بالمجموعة الرئيسية ليضعه فى خزينة المكتبة التى تكونت بالكامل من كتب كانت قد نسيت على أرفف المكتبات أو الدواليب لسنوات دون أن يحتاجها أصحابها لتشكل نواة مشروع ثقافى جديد.
الفكرة كانت أن كل شخص يمكن أن يساهم فى المشروع إما بالتبرع أو بجمع الكتب أو بتوفير مراكز تجمع أو بمشاركة الدعوة بين أصدقائه أو بالتنظيم وهو ما خلق روح من التفاعل والتكامل بين مجموعة قررت أن تقدم شىء جديد وحملت على عاتقها نشر ثقافة مختلفة للقراءة على أرض المحروسة.
جانب من المشروع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رحمه
التواصل
كيف يمكن التواصل معهم ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
شعبان
عندى كتب