"روازا" الكلمة الأكثر شيوعا على السنة الباكستانيين طوال شهر رمضان

يبدأ الاحتفال باستقبال شهر رمضان فى أكبر دولة إسلامية، والتى يقترب عدد سكانها من 200 مليون منذ أواخر شهر شعبان، حيث يحرص الناس على تنظيف المساجد وتزيينها بالأنوار والزينات، ومنذ اللحظة الأولى التى يعلن فيها أهل الاختصاص فى باكستان ثبوت هلال شهر رمضان، فإن مآذن المساجد تعلو مهللة بقدوم شهر الخير والبركة، معلنة أن اليوم أول ليلة للصيام، كما إنها الليلة الأولى لأداء صلاة التراويح، والتى يؤديها المسلمون هناك فى 20 ركعة، وبعدها تبدأ التواشيح والأدعية حتى يحين وقت السحور، وما هو إلا وقت قليل إلا ويذهب الجميع من مختلف الأعمار إلى المساجد مرة أخرى لأداء صلاة الفجر وقراءة أجزاء من القرآن الكريم.

"الماء والتمر واللبن الحليب" أول شىء يفضل الصائمون تناوله بعد آذان المغرب، مع الاهتمام بالاستماع إلى موعظة قصيرة من إمام المسجد، ثم أداء صلاة المغرب والتى بعدها يذهب كل مسلم إلى بيته يتناول طعام إفطاره، وإن كان كثير من المسلمين يفضلون تناول الإفطار فى جماعة بساحات المساجد.

ومن أشهر الأطعمة التى تطيب نفس المسلمين إلى تناولها عند الإفطار "الباكورا" ومكونها الأساسى البطاطس والخضراوات المقلية بالزيت، وهناك "الرقاق باللحم"، وهناك صنف آخر وهو "السمبوسك" الذى يتزين باللحم أو البطاطس أو الخضراوات، هذا إلى جانب أصناف عديدة من الحلوى، ومنها "الجلابكم"، و"الكونجابو".

رمضان شهر للنشاط ودفع الكسل، والمسلمون فى باكستان ينظمون أوقاتهم فى هذا الشهر بين ترتيل القرآن والعمل والقيام بمختلف العبادات، كما تنتشر المسابقات الدينية والرياضية، والمسابقات الأدبية والبلاغية وحفظ القرآن الكريم، ومنذ اليوم الأول تتردد على السنة الجميع كلمة "روازا" والتى تعنى "إنى صائم" مما يزيد مساحة الود والتراحم والتسامح والبعد عن الجدل وتقديم إيثار الآخر على إيثار النفس.

والعشر الأواخر من الشهر الفضيل له سمات خاصة، حيث يبدأ المسلمون الاعتكاف فى المساجد، كما تنتشر أعمال التكافل وتجميع أموال الزكاة والصدقات وإمداد الجمعيات الخيرية بالمال والطعام لتوزيعها على الفقراء، وأيضا يتم توزيع الملابس الجديدة على الأطفال بمناسبة العيد، كما أنه مع قرب انتهاء الشهر الكريم يتخذ المسحراتى نمطا آخر عند إيقاظ الناس وقت السحور، حيث يبدأ فى توديع شهر رمضان من خلال القرع على الدف، ويسير الأطفال وراءه فرحين مرددين ما يقوله وداعاً لشهر رمضان، وذلك يحدث كثيرا فى القرى.