لم يمنعه بعد المسافات والرحلة الشاقة، التى قطعها من الأقصر، تاركاً عمله، وحاملاً فى يديه أدواته الخاصة، وفى قلبه وعقله هدفا واحدا أصر على تحقيقه بعد أن رأى الأحداث من حوله تنادى بضرورة التدخل السريع من كل من يمتلك القدرة على الصراخ ولو"بالفن"، شهداء يتساقطون فى كل مكان واعتصامات فى ميدان التحرير والكثير مما يحمله "علاء" فى قلبه من غضب وحزن اختار أن يخرجه على "أطهر جدار فى مصر" كما وصفه "علاء عوض" فنان حائط "محمد محمود" ومبتكر لوحة "النائحات" اللاتى تمايلن حزناً على شهداء شارع عيون الحرية وشهداء مذبحة بورسعيد وغيرهم، من شهداء مصر الذين مازالت ذكراهم حاضرة على جدران الميدان حتى اليوم.
"الإبداع" هو ما يمكن إطلاقه على جداريات "علاء عوض" المعيد بكلية الفنون الجميلة جامعة الأقصر، والذى ترك عمله بعد أحداث بورسعيد ليسجل بفنه عزاء واجباً على جدار شارع "محمد محمود" وهى الجدارية الأشهر بميدان التحرير والتى ظلت حاضرة لشهور طويلة، وهو ما شجع "علاء" على محاولة نقلها إلى جدران أخرى للتأكيد على حزنه على الشهداء الذى يقول "علاء" إنه مازال مستمراً نظراً لعدم اتخاذ أى خطوات حقيقية لاسترداد حقوقهم الضائعة، إلى جانب جداريته التى غيرت شكل "شارع شامبليون" للأسرى والتى أعقبت أحداث السفارة الإسرائيلية، وهى اللوحات التى مازالت حاضرة بقوة فى هذه الشوارع الهامة التى اختارها "علاء" للتعبير عن رأيه.
العائلة المصرية ولوحة النائحات والكثير من الرموز التى تعبر عن الحضارة المصرية وحضارة بلاد الرافدين، هى ما ظهر واضحاً فى أعمال "علاء عوض" الأخيرة بمتحف "محمود مختار" من خلال مشاركته فى مهرجان "الجرافيتى" التى تستمر فعالياته بالمتحف حتى نهاية شهر يوليو الجارى.
وبالرغم من احتفاظ الشوارع بلوحات "علاء" إلا أنه على يقين تام بأن فن الجرافيتى أو فن "الشارع" كما يحب أن يطلق عليه، هو فن "زائل" وأن "الشارع ليس حكراً على أحد" ومن حق الجميع إخراج إبداعهم على الحوائط الفارغة التى تظهر بدون فن "الجرافيتى" كجماد فاقد للحياة.
"الجرافيتى هو فن السياسى الرافض..الذى يصل للمتلقى من خلال الشارع" هكذا عرف "علاء" "فن الشارع" الذى يرى أنه شهد طفرة هائلة بعد اندلاع الثورة، ويقول "السنوات القادمة تحمل مستقبل الجرافيتى فى مصر، بعد أن أطلقت الثورة العنان لخيال الفنانين وأتاحت لهم الفرصة للتعبير وبدأت حالة الانتعاش فى "فن الشارع" بعد أن كان الرسم ممنوعا فى كل مكان، وتحول اليوم إلى اللغة الحقيقية للشارع.
من الأقصر إلى "نائحات" محمد محمود.."علاء عوض" فنان شارع عيون الحرية
الأحد، 08 يوليو 2012 02:22 ص
علاء عوض
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود وهية محمد
محمود وهية محمد
محمود وهية محمد