بالصور.. عم مرزوق ورحلة عمر فى حديقة الأسماك

الأحد، 08 يوليو 2012 04:19 م
بالصور.. عم مرزوق ورحلة عمر فى حديقة الأسماك عم مرزوق
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هنا كان التمساح الذى تأتى مياهه خصيصا من السويس.. وبجانب هذه الحفريات الرائعة كانت توجد القراميط.. وفى هذه المغارة كان الجميع يستمتع بأحد عشر حوضا من أحواض السمك النادرة.. وبالخارج فى هذا المبنى المهدم كان يوجد المعمل البحثى حيث يجرى الأطباء أبحاثهم على الأسماك..

هكذا تحدث عم مرزوق عبد ربة الجناينى( 65 عاما) واصفا جنينة الأسماك، وهو يتجول حزينا بين المغارات الساحرة بالحديقة التى تتوسط الجزيرة والتى قضى بها حتى الآن ما يقارب من نصف عمره.

عم مرزوق أتى للحديقة وقت كان شابا بمرتب جنيهين فى اليوم، وصل بعد فترة إلى خمسة جنيهات، يستقطع منها جنيها للمواصلات صباحا، حيث يأتى من مسكنه فى إمبابة إلى جزيرة الزمالك ليبدأ فى عمله المعتاد بتنظيف جبلاية الحديقة وتقليم شجيراتها، ثم ينهى عمله ويعود مشيا من جزيرة الزمالك إلى إمبابة فى محاولة لتوفير الجنيه الآخر.


"الاثنين جنيه وقت جئت كان لهما معنى أما الآن فالخمسة جنيهات أصبح لا تفعل شيئا، ولكن فى النهاية يجب أن نقول الحمد لله" هكذا تحدث عم مرزوق بابتسامة رضا، وتابع "رغم ذلك فالمشكلة الأساسية ليست فى الراتب".

عم مرزوق يعتبر جزءا من الحديقة فحاله مرتبط بها منذ جاء لها وكان بها أكثر من ثلاثين عاملا متخصصين فى التنظيف ومراعاة الأشجار وغيرهم من الأطباء المتخصصين فى كل مجال، ويقول "كانت الحديقة وقتها رائعة ومليئة بالزوار والعائلات والأسماك، حيث كانت فسحة فاخرة وبسعر بسيط جدا وكنا بنسترزق، ولكن الآن لماذا ستأتى العائلات وحال الحديقة لا يسر عدوا ولا حبيبا".

ربع جنيه كان هو سعر الجولة الفاخرة فى الحديقة مع عم مرزوق ليجتمع ربع فوق ربع مع الاثنين جنيه وتسير العجلة، ولكنه الآن أصبح يرى المكان الذى عاش فيه ما يقارب نصف عمره ويتذكر زيارات النجوم أيام الزمن الجميل للحديقة، مثل أحمد رمزى وفاتن حمامة ومحمد فوزى، ليصبح الآن مكانا لالتقاء الحبيبية، ويشرح "زمان كنا لا نحتاج لأمن لحفظ النظام فى المكان فكل عائلة كانت تراقب المكان حولها أما الآن فالحديقة أصبحت فارغة تقريبا لا يأتى لها إلا بعض الحبيبة بين الحين والآخر".

ويضيف:" تناقص أعداد العمال على مدار السنوات الماضية من ثلاثين عاملا إلى أربعة عمال فقط، الآن انخفضت جودة الخدمات مع انخفاض أعداد الزائرين أيضا وارتفاع أكوام القمامة وإهمال الأشجار".

ويقول عم مرزوق: "هناك من توفى وهناك من خرج على المعاش وبالتأكيد لن يأتى أحد ليعمل الآن بخمسة جنيهات فى اليوم، وأنا شخصيا كان المفروض أن أخرج على المعاش، ولكننى لا أستطيع أن اترك المكان وأعانى من البطالة".

جبلاية الحديقة صممت من مدخل من فتحتين يشبهان فتحة خياشيم السمكة ، وفى الجانب فتحتين يمثلان زعنفتين جانبيتين خلفهما تقع ممرات الدخول والخروج الأربعة، وروعى عند تصميمها أن تكون من الداخل على شكل ممرات أو تجاويف داخل الشعاب مرجانية الموجودة فى قاع البحر، لتندمج مع ألحان تشبه صوت حركة المياه ناتجة عن مرور الهواء المندفع من المداخل الأربعة متنقلا بين الكهوف بشكل مقصود فى التصميم الذى أنشأ عام 1867 عهد الخديوى إسماعيل".

وعلى الرغم من هذا التصميم الساحر الذى لم يتأثر بالإهمال على مدار الأعوام، إلا أن عم مرزوق أصبح يرى عودة الحديقة إلى سابق عهدها أمرا صعبا، فبالرغم من محاولة مديريها كما يقول أن يعودوا بها إلى ما كانت عليه، إلا أن ضعف الموارد المخصصة لها أصبح يحول دون ذلك ويقول "لا اعتقد أن أحد سينظر لها فى القريب".

عم مرزوق صاحب الخمسة جنيهات فى اليوم والذى يذهب إلى بيته مشيا بعد يوم كامل من العمل الشاق لتوفير جنيه واحد، يرى أن الرئيس الجديد محمد مرسى "راجل طيب ومحتاج المساعدة"، ويقول "كل ما أطلبه هو أن يصبر عليه الناس ويعينوه على ما أتى عليه، وأنا متأكد أنه سينظر إلى الفقراء لأنهم هم من أتوا به".













مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة