انتشرت منذ قرابة خمس سنوات العديد من الأنشطة الفنية المغايرة للواقع، كفرق المسرح المستقل، وفرق الهيب هوب، وفرق الجرافيتى، وأفلام الموبايل، التى تبدو عروضها للوهلة الأولى خارجة عن الأطر والمألوف، ولكن تلك الفرق تقدم العديد من الأفكار والقيم الأخلاقية، كما كانت تقدم عروضا فنية معارضة للنظام السابق.
اليوم السابع حاولت التركيز على أنشطة بعض فرق المسرح المستقل، التى تعانى من غياب الدعم المالى والمؤسسى، فضلا عن تجاهل الإعلام لهم، فى محاولة منها للتعرف على العقبات التى تواجهها، خاصة بعد ثورة 25 يناير، وفى ظل صعود تيار الإسلام السياسى وما يصاحبهم من تخوفات لدى هذه الفرق.
هناك على سبيل المثال، فرقة الأوركيد، التى أسسها المخرج هشام السنباطى عام 1994، وكان أول إنتاج فعلى لها عرض الطوفان، من أضخم انتاجات صندوق التنمية الثقافية حتى الآن.
استطاعت الفرقة الصمود أمام العقبات التى واجهتها، سواء توفر لها دعم المؤسسى من خلال صندوق التنمية الثقافية ومسرح الهناجر، أو بالجهود الذاتية، وهى أول فرقة تعمل على تفتيت الشخصية، أى تقديم الشخصية المسرحية بأكثر من ممثل، وأكثر من وجهة نظر.
كما أكد المخرج هشام السنباطى، أن الفرقة مازاالت على عهدها من تقديم عروض تناقش الواقع والظواهر الهامة فيه، وأنها لا تتخوف من الجدل الدائر حول تحريم الفن.
ومن القاهرة إلى الإسكندرية، بوصفها العاصمة الثقافية الثانية، نجد عدة فرق مستقلة، منها: فرقة المسرح الطقسى، التى أسسها المخرج رمضان عبد الحفيظ، وكانت تعتمد نصوص المسرح العالمى وتعيد تقديمها تمثيلا حركيا راقصا، لكنها توقفت الآن تماما، بعد 10 سنوات من العطاء المتواصل، حيث قدمت عروضها فى المراكز الثقافية المنتشرة بالثغر، كالمركز الثقافى اليونانى والأسبانى والفرنسى والروسى والألمانى، ومركز الجيزويت الثقافى، نتيجة لقلة الدعم المادى، وعدم وجود أماكن تعرض فيها مؤخرا.
وعلى العكس منها نجد فرقة المدينة، التى أسسها المخرج أحمد صالح، استطاعت استكمال مشوارها الفنى، وتقديم عروضها الفنية فى شوارع ومقاهى الإسكندرية، ثم تحولت الآن إلى شركة تعمل على دمج المسرح بالفنون الرقمية، تهدف لتقديم أعمالها فى بيئة جديدة على المتلقى، وتكوين أسلوب عمل يطور الممثل اجتماعيا وفنيا.
وفى هذا السياق، أكد الناقد أحمد عامر أنه من المساندين للفرق المنتمية للثورة، التى تحاول تقديم أعمال تهاجم نظاما، الذى يرى أنه لم يسقط بعد، لأنه يراها الفرق الأكثر صلابة وكفاحا للوصول لهدفها، ولكنها الأقل حظا فى التواجد على الساحة الفنية، وتتعرض كثيرا لهجوم من ينادون بضرورة التعقل والصبر واستمرار عجلة الإنتاج، بينما يرى أن هناك فرقا أخرى يتم رعايتها ودعمها ماديا، والمتاجرة بها فى بعض الأحيان، بالرغم من تقديمها عروضا تنفصل تماما عن الواقع الذى نعيشه الآن.
ومن جانبه، أكد المخرج عبد الغنى زكى، لـ"اليوم السابع"، أنه من أشد المناصرين للفرق المستقلة، المعتمدة على جهودها الذاتية، والتى تقدم أعمالا وأفكارا تحترم، حيث شبه مساعدته لتلك الفرق بالبذرة التى لابد من رعايتها، كما يسعى دائما لإيجاد فرص لتسليط الضوء عليهم.