أسامة داود

مجلس الشورى وفتنة رؤساء التحرير

الجمعة، 06 يوليو 2012 01:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحاول مجلس الشورى اصطناع الأزمات مع الجماعة الصحفية وبصرف النظر عن التصريحات التى انطلقت على مدار الأشهر الماضية من ممثلى حزب الحرية والعدالة والمرشد العام للإخوان المسلمين ضد الصحفيين والإعلام بشكل عام. وهو ما لا نرى فيه أن يكون سببا فى تأجيج الصراع بين الجماعة الصحفية من جانب وبين مجلس الشورى إلا أن المجلس يصر على إحداث نوع من الشقاق بين الجماعة الصحفية وبعضها من جانب وبين مجلس النقابة وبعضه من جانب آخر وعلى طريقة فرق تسد.

فالشورى يحاول وضع كل من يعارض أسلوبه فى قائمة أعدائه.
والخلاف الذى يقع بيننا كمجلس نقابة الصحفيين وبين مجلس الشورى يرتكز على إخلال المجلس بالتزاماته بالقيام بالتغييرات الصحفية وفقا لمعايير وآليات ترتبط جميعها بالنزاهة والكفاءة المهنية والموهبة والخبرة الصحفية والسن والبعد عن رجال النظام السابق ولم يكن هناك خلاف على ما أضافه مجلس الشورى من معايير لكن الاختلاف وقع بسبب الآليات التى فرضها الشورى والتى تضمنت آليات مهينة لمن يقبل بها وهى على كل من يرى فى نفسه الرغبة على تبوء مقعد رئيس التحرير أن يتقدم بنماذج من أرشيفة وكذا سيرته الذاتية وكأننا فى رحلة البحث عن فرصة عمل بالإضافة إلى أن الاختيار لرؤساء التحرير يتم من بين المتقدمين وبواسطة لجنة تضم 6 من رؤساء لجان مجلس الشورى وعددا من أساتذة الإعلام على أساس أنهم من الجماعة الصحفية وعددا من شيوخ المهنة مع كامل احترامى لهم إلا أن بعضهم خرج من حقل العمل الصحفى منذ سنوات، وبالتالى اللجنة مع كامل احترامى وتقديرى لكل أفرادها إلا أن اختيار رئيس التحرير من خلال البحث فى أرشيفه وسيرته الذاتية التى يكتبها كل متقدم بنفسه من الصعب أن تسفر عن اختيار موفق لنماذج رؤساء تحرير لصحف قومية هى مملوكة للشعب ونتمنى أن تقوم من عثرتها.

بينما كانت الآليات التى وضعتها الجماعة الصحفية بمشاركة مجلس نقابة الصحفيين تتضمن أن يتم ترشيح عدد 3 أو أكثر ممن تنطبق عليهم تلك المعايير من كل صحيفة وبواسطة الجمعيات العمومية بكل الصحف القومية وتعلن الأسماء ويكون لمجلس الشورى حرية الاختيار من بينها دون الحاجة للجنة. والهدف من ذلك أن الجماعة الصحفية هى الأدرى بمن لديه القدرة على الخروج بالصحف القومية من أزمتها، خاصة أن خسائر تلك الصحف أصبحت بالمليارات وكان السبب فيها هو استحواذ السلطة التنفيذية عليها وتحويلها إلى صوت الحاكم وبالتالى تعرضت لانهيارات متتالية ماليا وإداريا وتحريريا رغم أنها تضم عمالقة من ذوى المواهب لديهم القدرة لو أحسن استغلالها فى النهوض بتلك الصحف. لكن مجلس الشورى الحالى والذى جاء عقب ثورة قدم فيها أكثر من ألف شهيد أرواحهم بخلاف الجرحى وهم بالآلاف لإسقاط نظام استباح مؤسسات الدولة وحولها إلى مؤسسات تقوم على خدمة أغراضه وأهدافه مما أدى إلى انهيارها، مجلس الشورى لم يتعلم من تجارب الآخرين ويريد أن يخوض التجربة بنفسه فقرر أن يثير أقاويل، ويتهم المعترضين على أسلوبه من أعضاء مجلس النقابة ومن الجماعة الصحفية، بأنهم يريدون تأجيل تغييرات رؤساء تحرير الصحف القومية. وهو على غير الحقيقة لأن ما نريده هو الالتزام بالمعايير والآليات التى حددتها الجماعة الصحفية وأن يتم التغيير فورا ودون تأجيل، وحتى لا تتحول التغييرات إلى نقمة على الصحف القومية وحتى لا تتحول إلى أبواق للنظام الجديد كما كانت بالنسبة للنظام البائد.
نريد أن نذكر مجلس الشورى بأن الصحافة القومية مملوكة للشعب وليست لمن يعتلى مقعد السلطة. وحتى لا تغرق فى خسائر جديدة وتنهار مثلما انهار القطاع العام على يد الحزب الوطنى وبعدها تباع تلك الصحف بواسطة سماسرة العهد الجديد.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هنداوي

كلام غير صحيح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة