بينما تتكلف ترجمه الورقة فى المتوسط بين 50 و60 جنيها كان نصيبه من هذا العائد 10 جنيهات فقط، هذا فى حال قبل أحد أصحاب مكاتب الترجمة أن يعطيه عملا من الأساس، لا لمقياس الكفاءة أو لسرعة تأدية العمل، ولكن لأن بكل بساطة المترجم أحمد سعيد ولد كفيفا فى دولة لا تطبق القوانين الدولية فى توظيف ذوى الاحتياجات الخاصة، ومنهم المكفوفين.
أحمد سعيد الذى مازال فى العقد الثانى من عمره، قرر التفكير خارج هذا الصندوق المظلم الذى يمايز فى التوظيف، ويرفض من هم فى مثل حالته، ليرسم بأفكاره شعاع نور جديد عن طريق إنشاء مركز النبراس للترجمة الذى يعد أول مركز ترجمة فى مصر، وربما فى العالم يعمل من خلال المكفوفين فقط، ليكون نواة انطلاق للعديد من المراكز المماثلة له فى المستقبل إذا كتب لهم التوفيق.
نلمس الكلمات ونترجم اللغات.. هذا هو الشعار الذى وضعه أحمد لمركزه، حيث يؤدى هو وزملاؤه العمل على أكمل وجه، وبنفس كفاءة وسرعة المراكز التقليدية فى مكان مضاء بالأفكار والعقول التى لا ترى عيونها الضوء كثيرا، مستندين على طموحهم ومهارتهم وإيمانهم بهدف مشروعهم لخلق رؤية مختلفة عن أصحاب الحالات الخاصة، دون أن يطلبوا مساعدة من الدولة أو غيرها.
ولكن كيف يستطيع مجموعة من المكفوفين إدارة مركز ترجمة بأنفسهم؟ هذا هو السؤال الأهم، ويقول أحمد "درسنا الترجمة ومتخصصين بها، ونعتمد على برامج للحاسب تقوم بقراءة الملفات المكتوبة لتحولها لصوت، وفى بعض الأحيان إلى طريقة بريل، ثم نترجمها نحن بنفس سرعة ودقة المراكز التقليدية، وربما أفضل أيضا".
"إنجليزى وفرنسى وأسبانى" ثلاث لغات ربما يفكر من يريد ترجمتهم بسعر أقل، ويدعم مشروعا جديدا، فى نفس الوقت أن يذهب للشباب الذين قرروا بدء العمل بأسعار رمزية، حتى يثق الناس فيهم، ويؤمنون بمشروعهم على أن يستمروا هم فى تنميته وتطويره عن طريق دفع 90% من دخل المكان البسيط حتى الآن للعاملين به، وتوفير 10% من دخل المشروع للمساعدة فى تحقيق حلمهم، وهو أن يملكوا فى عام 2017 خمسة أفرع جديدة من المشروع، تعمل على توظيف آلاف المكفوفين دون طلب عون من أحد، ومقابل تقديم خدمة مرتفعة الجودة وبسعر بسيط.
أحمد بدأ العمل على فكرته مع جمعية البراق الخيرية التى فتحت ذراعيها له، حينما عرض الفكرة عليهم، ليوفروا له المكان وبعض التمويل.
ويقول علاء عبد الحميد مدير المشروع فى الجمعية "أحمد فى الأساس من أبناء مشروع نبراس المخصص للمكفوفين، وحينما عرض الفكرة وجدنا أنها مميزة جدا، وبدأنا نعمل معه على الفور فى تنفيذها حتى افتتحنا المشروع فى بداية هذا العام".
وعن أكبر العوائق التى قابلتهم يقول أحمد صاحب الفكرة "ضعف الموارد التسويقية كان هو المشكلة الأكبر، حيث لم تعرف أعداد كبيرة بالمكان حتى تأتى، وتجربه أو ترفضه، ونأمل أن نستطيع فى المستقبل توفير قدر أكبر وأفضل من التسويق".
وأشار جنرال الترجمة الذى صمم فريقا من المكفوفين، لتحدى واقع العمل المصرى على طريقة فيلم "أمير الظلام"، ولكن لهدف نبيل آخر "أرجو من الجميع أن يدعم هذا المشروع، أو حتى يفتتح مشاريع مماثلة له بعيدًا عنا حتى يدعم المكفوفين وأصحاب الحالات الخاصة بشكل عام، ليس عن طريق المساعدات، ولكن عن طريق توفير عمل شريف ينفع المجتمع وينفعهم فى نفس الوقت".
أحمد سعيد جنرال الترجمة الكفيف يحاول تغيير واقع زملائه بأيديهم
الجمعة، 06 يوليو 2012 04:08 م
النبراس للترجمة .. أول مركز للمكفوفين <br>
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
متابع
يا ليت كل قومي مثلهم
عدد الردود 0
بواسطة:
حجازى
رجاء العنوان