أكد الدكتور حسن البيلاوى أمين عام المجلس العربى للطفولة والتنمية فى كلمته التى ألقاها أثناء منتدى المجتمع المدنى العربى للطفولة الرابع الذى بدأت فعاليته هذا الأسبوع، أن الفكرة المحورية لهذا المنتدى تدور حول مبدأ حق المشاركة للطفل العربى، ويقوم على عدة فعاليات هامة، أولها: إطلاق دراسة عربية شاملة تم إجراؤها فى 9 دول عربية حول ممارسات الطفل العربى لحقه فى المشاركة، وثانيها: فيلم تسجيلى لممارسات الأطفال فى أربعة دول عربية يهدف إلى إلقاء الضوء على مدى مشاركة الأطفال العرب فى إطار الثقافة العربية، أما الفعالية الثالثة والهامة فهى عقد منتدى الطفل العربى للفئة العمرية من 9-14 عاما.
وأضاف البيلاوى، أن رسالة هذا المنتدى إنما تنشر وتؤازر نموذجاً جديداً فى تنشئة الطفل، حيث مساعدة الطفل فى أن يصنع حياته وأن يعيشها بالكامل بحيث تتحقق له كل صور النمو الجسدى والعقلى والوجدانى والنفسى، ويعتمد هذا النموذج للتنشئة على تصورات ومبادئ جديدة، لا تعتمد على الإملاء والشدة، بل تعتمد على التعلم الحر النشط والمشاركة الجادة والفعالة، كما يعتمد هذا النموذج أيضاً على المرونة وتشجيع المبادرات، والتفاعل الطلق، والتعلم عبر المشاركة، وقبول حق الاختلاف، والإقرار بالتعددية والتنوع، وذلك عبر علاقة تقوم على عدم التمييز بين الأطفال، وأن مصلحة الطفل تعلو على جميع المصالح، واحترام حق التواد بين الآباء والأطفال بحيث يؤدى التأثير الذى يمارسه الآباء دوراً إيجابياً فى عملية التنشئة.
وأشار البيلاوى، أنه من الأهمية بمكان الاهتمام بقضايا تنمية الطفولة فى الوطن العربى، خاصة أنها تشكل أكثر من 40% من التركيبة السكانية فى بلادنا العربية، ومستقبل الأمة العربية كامن فى مدى رعايتها ودعمها لتنمية الطفل العربى، وذلك فى ظل واقع مقلق للطفل العربى تعكسها الأرقام والممارسات، وذلك من خلال الفقر المنتشر بصورة كبيرة وعدم المساواة فى مجتمع مع تزايد احتمالات انحراف الأطفال، وتزايد مخاطر استغلالهم، ويمكن النظر إلى مشاكل الأطفال من روئ قانونية بما يعرف بالأحداث المنحرفين والمشردين والمتسولين والذين يقومون بأعمال هامشية يتم الحكم عليها وفق النظرة العامة للمجتمع، حيث توجد معايير اجتماعية كالأعراف والعادات والتقاليد، هذا بالإضافة إلى أوضاع الأطفال فى الحروب لأنهم "ضحايا مرتين مرة ضحية العنف المسلح وهى القضية الأشد قلقلا، حيث تجرى الحروب بوقود من أطفالها عبر استغلالهم وتسليحهم ودفعهم للتعصب والاقتتال والموت تاليا، أو هم ضحايا عنف الكبار وهم من الأقل قدرة على توفير السلامة لأنفسهم، وأكبر مثال على ذلك ما يتعرض له الطفل الفلسطينى والسورى والعراقى.
وتضمن المنتدى العديد من الكلمات منها كلمة مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للتربية فى الدول العربية، كلمة خبير متخصص بمكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، إلى جانب كلمة من الأطفال أنفسهم موجهة إلى المنتدى.
وقد شهد المنتدى عدة جلسات وورش عمل فى مجالات مشاركة الطفل فى الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع، والإشكاليات التى تواجه مشاركة الطفل عربيا ودوليا، إلى جانب استعراض بعض التجارب العربية فى مجال مشاركة الطفل، والتعرف على رؤية الأطفال أنفسهم لمفهوم المشاركة كحق وممارسة.
يجدر الإشارة إلى أن فعاليات هذا المنتدى تمت تحت شعار "الحق فى المشاركة: المشاركة تعنى الحماية"، بتنظيم من المجلس العربى للطفولة والتنمية ووزارة الشئون الاجتماعية اللبنانية – المجلس الأعلى للطفولة، وحضره عدد من الشخصيات العامة والفكرية والثقافية، إلى جانب ممثلى منظمات المجتمع المدنى المعنية بالطفولة من مختلف الدول العربية.
على جانب آخر سوف يتم إطلاق الشبكة العربية لمشاركة الأطفال، وتدشين الموقع الإلكترونى للمنتدى (سوا أون لاين).
"منتدى المجتمع المدنى": واقع الطفل العربى مقلق أرقاما وممارسات
الخميس، 05 يوليو 2012 01:10 م