تسمع صوته يتجلجل فى كل حارة وشارع فى مصر تعرف إن رمضان دق الأبواب، حيث تجد أغنيته الشهيرة "رمضان جانا" تعلن بدء الشهر الكريم، ويتهلل الجميع بمجرد سماعها، فهى من أكثر الأغانى التى تشعرنا بجمال شهر رمضان، إنه المطرب الراحل بجسده الباقى بصوته محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر الشهير بـ"محمد عبد المطلب".
استحق "عبد المطلب" بجدارة أن يعطى لرمضان نكهة خاصة بأغنية "رمضان جانا" التى أثرت فى الجميع أطفال وكبار، حيث بمجرد إعلانها تبدأ الناس فى تعليق الزينة عند باب كل حارة، ويقوم المسحراتى بعمله، وبائع الفول يجهز بضاعته للسحور، ويجهز البائعون الكنافة فوق الفرن الأسطوانى، ليتحول العجين بمعجزة ما إلى خيوط من عجين شهى المذاق، ويخرج الأطفال فى الشوارع وقد حملوا فوانيسهم الملونة المصنوعة من الصفيح، والتى تفوح منها رائحة الشمع الذائب، ويملأون جيوبهم بالمكسرات والحلوى.
صوته المميز يجعلنا نستمتع بسماع أغنيته الرائعة "رمضان جانا" والتى تضفى شعوراً بالبهجة والسمو الروحى والفرحة باستقبال شهر رمضان بعد شوق وانتظار، وتزيدنا شعوراً بالحب والعطاء للآخرين الذى يتجسد بشكل واضح فى موائد الرحمن التى تنتشر فى كل أنحاء مصر دون تمييز بين المناطق الشعبية البسيطة والمناطق الراقية.
عبد المطلب، الذى ولد عام 1910 فى شبراخيت بمحافظة البحيرة، وتوفى عام 1980، كان حافظاً للقرآن الكريم، واستمع إلى الأسطوانات فى قهاوى بلدته، لذا أحب الغناء من صغره، وبدأ بالغناء فى مسرح بديعة مصابنى عام 1932، كما عينه المطرب محمد عبد الوهاب "كورس" فى فرقته، إلا أن أكثر ما ميز عبد المطلب غناء المواويل، وتتلمذ على يده شفيق جلال ومحمد رشدى ومحمد العزبي، وحصل على وسام الجمهورية من الرئيس عبد الناصر عام 1964.
"رمضان جانا" ليست أغنيته الوحيدة التى ارتبطنا بها، ولكن أغانى كثيرة حملت معانى جميلة، ومازالت عالقة فى أذهاننا ولا نستطيع نسيانها، حيث بلغت مجمل أغانيه أكثر من ألف أغنية ومنها: ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن فى الحسين، مبيسألش عليه أبداً، يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس، ودع هواك، يا أهل المحبة، حبيتك وبحبك وهحبك على طول، بياع الهوى راح فين، السبت فات، اسأل مرة عليا، شفت حبيبى، ولكن تظل "رمضان جانا" الأفضل لدى كل المصريين لاستقبال شهر رمضان، وهى من كلمات: حسين طنطاوى وألحان محمود الشريف.
عبد المطلب.. رمضان جانا قولوا معانا أهلا رمضان
الإثنين، 30 يوليو 2012 10:13 ص