مثل الكثيرين من أهالى المناطق العشوائية التى تعانى من تلوث المياه، أصيب زوجها بأمراض الكبد والكلى التى منعته من النزول للعمل، ليبقى فى المنزل تاركاً "أم شيماء" وحدها فى دوامة الحياة دون أن تدرى كيف ستتمكن من إطعام 7 أفواه بما فيهم زوجها العاجز، فلم تجد سوى إبرتها ومهارتها فى تطريز العباءات التى أصبحت هى عملها الوحيد وشغلها الشاغل، تقضى الوقت فى جمع الخيوط وأدوات التطريز وتعكف على جمع الخرز واحدة تلو الأخرى حتى تنتهى من تطريز العباءة، وبيعها لمصانع الملابس مقابل "لقمة عيش" بسيطة هى كل أمل منزل كامل فى الحياة.
"أم شيماء" بنت البلد المصرية التى وقفت فى وجه الظروف، وبدأت فى البحث عن حرفة أو عمل يساعدها على "فتح البيت"، توجهت لتعلم حرفة التطريز والخياطة التى تمكنها من ممارسة العمل داخل منزلها حتى تتمكن من رعاية زوجها وأطفالها ال6.
تقول أم شيماء: "اشتغلت فى التطريز من 10 سنين، من يوم ما جوزى تعب وأنا اللى بصرف على البيت " وتحكى المقيمة بشارع "الإمام الغزالى" بإمبابة، كيف فتحت فى بيتها ورشة صغيرة بمكنة خياطة متواضعة وإبر تطريز وبرعت فى الرسم بها على الأقمشة بمختلف ألوانها، حتى اشتهرت فى ورش ومصانع الملابس المطرزة بالعتبة ووسط البلد، واستطاعت تجهيز بناتها والإنفاق على بيتها.
تقول "أم شيماء": "عندى 4 بنات وولدين، جوزت ثلاث بنات والولاد كبروا وبيشتغلوا، بنتى الصغيرة فى المدرسة، ربنا يقدرنى وأدخلها الجامعة".
أما عن كل ما تتمناه "أم شيماء" فى الشهر الكريم فهو "أنى أقدر أفتح ورشة صغيرة خاصة بيا، أو مصنع صغير يرحمنى من اللف على مصانع الملابس ويقدرنى أنى آكل لقمة عيشى بالحلال".
