أكد الشيخ عبد الحميد البلالى، الداعية الإسلامى الكويتى، أن الذين يثقون بأنفسهم ويضعون خططا واضحة لحياتهم هم نسبة قليلة للغاية، خاصة فى المجتمعات العربية، حيث لا تتعدى نسبتهم 3% من المجتمع.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر "هندسة التغيير.. التكوين والأدوات"، والذى بدأ أول أمس السبت بالقاهرة ونظمته منظمة فورشباب الدولية.
وأوضح البلالى، أن القوة هى السبب فى السيطرة على العالم ومن يملكها هو صاحب القرار فمن يملك القوة يملك السيطرة ويملك القرار ويكون صاحب السعادة ، فلا مكان للضعفاء على هذه الأرض، مضيفاً أن القوة تأتى بالثقة وهى تأتى بأن نبدأ التغيير من داخل أنفسنا.
وعرض سورة من آيات القرآن الكريم للتدليل على ضرورة بدء التغيير من داخل كل إنسان قبل خارجه، وهى قول الله تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
وأشار إلى أن أحد تعاريف القوة هى تقوية النفس الضعيفة، فمن يجهل نفسه لا يحقق النجاح للآخرين، وإذا وثق بنفسه ولم يثق بالله تعالى ما وصل لحقيقة الثقة بالنفس.
كما عرف البلالى القوة بأنها أحد مصادر التغيير، فهى مقدار التحرر من القيود، كلما تحرر من قيود كلما كان أكثر قدرة على التحرر وهناك قيود مرئية وأخرى غير مرئية لابد من البحث عنها، فمن لديه هذه القيود غير المرئية لا يتحمل الرأى الآخر.
ومن جانبه تحدث الدكتور سالم الدينى، أستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالسعودية، عن نظريات التغيير الاجتماعى، حيث قال: إن التغير يحدث فى مستويات مختلفة أولها المستوى الشخصى، حيث يمكن أن نلاحظ أن كل شخص يمر بمراحل نمو مختلفة، وثانياً هناك تغيير على مستوى الوحدات الاجتماعية والتنظيمات مثل: التغير فى الأشكال العائلية والبناء الأسرى وثالثاً هناك مستوى الجماعات المحلية، كتغير على مستوى الحى أو القرية، كما يمكن أن يضاف إلى هذه المستويات المستوى العالمى.
وأوضح أن هناك نظريات عديدة فى التغير الاجتماعى منها: النظرية النفسية وتقول إن المجتمع يتغير ويتقدم نتيجة للطاقة العقلية الكبيرة للإنسان، وتقدمه العقلى وتطلعه إلى مزيد من التقدم فهو الذى طور أساليب الحياة ومكن للتقدم التكنولوجى من خلال احتياجاته النفسية.
وأشار إلى نظرية التغير الاجتماعى الدائرى، والتى يقول أصحابها إن التغير ظاهرة تسير فى دورات، فالدول تنشأ وتنمو ثم تنحل وفى كل دور يطرأ على المجتمع تغير فى نظمه وأخلاقه وعاداته، مضيفاً أن هناك نظرية التغير نحو التقدم والكمال، وهى تعتبر التقدم هو تغير المجتمع من حالة إلى حالة أفضل، ونظرية التطور الذاتى، وكذلك نظرية التوازن والتعادل.
وعن عوامل التغير الاجتماعى قال إن البيئة تعتبر من عوامل التغير، وكذلك الأفراد، حيث يؤدى ظهور أفراد مصلحين إلى تغير اجتماعى ملحوظ مثل ظهور الأنبياء والرسل والقادة الوطنيين، والتقدم التكنولوجى والتبادل الثقافى.
وشدد على أن ثورات الربيع العربى كانت بمثابة جذوة التغيير فى المجتمعات العربية ، مضيفاً أن هذه الثورات الوطنية تقوم من أجل إحداث تغيرات جزئية أو شاملة فى بناء المجتمع ونظامه.
وأكد أن التغير الاجتماعى يعنى الانتقال من نظام اجتماعى إلى آخر، من مجتمع تقليدى إلى مجتمع حديث طالما أن هناك فجوة بين ما هو قائم وما ينبغى أن يكون يحدث التغير للوصول إلى مجتمع يعبر عن إرادة أفراده، مضيفاً أنه لا يوجد مجتمع لا يتغير ويبدو المجتمع مستقرا طوال أجيال متعاقبة، ولكنه حين يصل إلى درجة من التجمع الحضارى يبدأ فى التغير.
يذكر أن اليوم الثانى لمؤتمر "هندسة التغيير" شهد مجموعة أنشطة ترفيهية للشباب المشاركين على هامش المحاضرات، مثل: أناشيد للمنشد أحمد أبو شهاب وعبد القادر قوزع، علاوة على لعب رياضة الإسكواش والتنس وكرة القدم فى ختام اليوم.
على هامش مؤتمر "هندسة التغيير" لمنظمة فورشباب
البلالى: 3% فقط من الشباب لديهم أهداف وثقة بأنفسهم
الثلاثاء، 03 يوليو 2012 01:21 ص