عم "محمود بتاع المزيكا" أقدم "آلاتى" فى خان الخليلى بناى خشب وضحكة رايقة

الجمعة، 27 يوليو 2012 01:20 ص
عم "محمود بتاع المزيكا" أقدم "آلاتى" فى خان الخليلى بناى خشب وضحكة رايقة عم محمود بتاع المزيكا
كتبت: إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منفصلاً عما حوله من صخب الشارع العريق أغمض عينيه، وبدأ فى عزف نغماته الحزينة، بينما لم تتوقف قدماه عن التحرك بخطى بطيئة، يتوقف قليلاً لعزف لحن طويل أمام أحد محلات الأنتيكة، يتبعه "لحن على الطاير" لتحية المعلم صاحب الدكان، وىخر لمداعبة صغار الشارع الذين تجمعوا حوله يشد كل منهم أطراف جلبابه البلدى وحقيبته الضخمة الممتلئة "بسر صنعته" التى يحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب والتى اشتهر بها عم "محمود عزوز" صانع الناى العجوز فى شارع "خان الخليلى".

"عم محمود" حكاية من حكايات شارع "خان الخليلى" الذى تنبعث من أركانه رائحة مصر القديمة، بجلبابه البلدى البسيط وعمته التى يغطى بها شعره الأبيض وتجاعيد وجهه التى تعلن عن سنوات عمره الستين، يبدأ رحلته يومياً من ميدان "الحسين" متجولاً فى شارع "خان الخليلى" الذى يعرفه فيه الجميع، حاملاً "ناياته" متعددة الأشكال والأنواع من الخشب الذى تنحته يداه بمهارة فنان درس الصنعة أباً عن جد، حفظ المقامات الموسيقية وتنقل بينها بخفة، حتى أعتاد أهالى الخان على تجواله بينهم بألحانه المعروفة، وحقيبة النايات التى يصنعها أقدم "آلاتى متنقل" فى الخان بنفسه.

"دى صنعتى من وأنا عندى 12 سنة.. وعندى فى الشنطة دى كل الأنواع" يوصف "عم محمود" حقيبته المتنقلة ويحكى عن ذكرياته مع مهنته التى انقرضت مع إصراره على التمسك مهما مر عليها من سنوات.

"المزيكا صنعتى إللى علمها لى أبويا.. ودى صنعة مش سهلة ومش أى حد يعرف تفاصيلها.. وكل حاجة ليها زبونها" بجدية شديدة يشرح "عم محمود" تفاصيل صنعته وأنواع أدواته المختلفة من "الكوالا" ناى المبتدئين، و"المجوز المجرونة" لزبائنه من البدو العرب والزفة البدوى، إلى المقامات السبعة التى يحفظها "عم محمود" ويرددها قائلاً: دوكة، ورصد، بوسليك، ناوا، حسينى، جرجا، وغيرها وغيرها من النايات ولكل واحد صوت ورنة ولكل ناى وقته وزبونه".

أما عن الحال فلم يعد كما سبق، عم "محمود بتاع المزيكا" الذى تجول لسنوات طويلة فى الأحياء الراقية، لم يعد يجد من السميعة والهواة من يقدر "ناياته" الخشبية التى أصبح يتجول بها دون أمل فى بيعها للمارة أو للمحلات التى توقفت عن شراء المزيد منذ انقطاع السياحة وقلة "زباين" خان الخليلى منذ ما يقرب من عامين توقفت خلالهم حركة البيع والشراء.

"الناى مبقالوش زبون.. والخان بقى فاضى والحال مش زى الأول" يقول الحج "محمود" بابتسامته الراضية التى مازال محتفظاً بها بالرغم من قسوة الظروف، لا يردد سوى جملة "ربنا مبينساش حد" التى يتغلب بها على أى صعاب يواجهها، مستمراً فى رحلته يعزف على نايه الخاص ببال رايق وضحكة صافية تاركاً وراء ظهره هموم الحياة.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سيدجابر محمد عبد المنعم

الله يرحم زمن الفن الجميل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة