بشارع الخيامية بالغورية قد تجد محلات منذ مئات السنين، تصنع بعض الأشياء التقليدية حتى الآن، وتعتبر البلغة والذى مازال البعض يحافظ على شرائها من الصناعات التقليدية القديمة التى لا يوجد سوى القليل الذى يقوم بصناعتها.
صلاح الدين توفيق، هو أحد صناع البلغ، والذى توارث هذه المهنة عن جده وعن والده، الدكان الذى ورثه صلاح عمره يقارب المائة عام، والذى تجاوز نصف عمره بقليل، ويقول أعمل بهذه الصناعة لأحمى مهنة أجدادى من الاندثار، وحتى لا يتفوق الصينيون علينا فى صناعة البلغة ومعظم زبائنى من الأجانب حيث يعتبرون هذه البلغة من الأشياء التراثية القديمة والتى يفضلون اقتناءها بغرض الزينة مثل الفوانيس والصناعات التقليدية المصرية، ومازال عدد من الفلاحين وأصحاب المقامات الكبيرة فى الريف يطلبون البلغة.
ويشير إلى أن دكانه لا يقتصر على صنع البلغ فقط، ولكن أيضا عندما يأتى موسم الحج يقوم بصناعة حزام وشنطة الحج والتى تخلو بالطبع من أى خيوط فى صناعتها ومعظم زبائنه هم الممثلون والعاملون فى المقاهى والأجانب وعمد القرى والفلاحين.
والبلغ تصنع من جلود الجمل، وهى ألوان ولكن أشهرها هو اللون البيج أو السمنى.
ويقول إن البلغ تستخدم منذ العصر المملوكى وأشهر منطقة تقوم بصناعة البلغ هى فوه بكفر الشيخ وتباع أكثر فى هذه المنطقة.
ورغم أنه يعمل فى هذه المهنة منذ فترة طويلة إلا أن أولاده لا يفضلون العمل فيها.
ويحكى أن جده كان يصنع صنادل، بتاع زمان، والتى كانت منتشرة فى مصر وكانت تباع فى وقتها بـ 17 قرشا والبلغة لم يكن يتعدى سعرها عشرين قرشا فقط الآن وصل سعرها إلى 25 جنيها ومميزاتها أنها مصنوعة من الجلد الطبيعى، كما أنها لا تتسبب فى حدوث عرق فى القدمين ولا يوجد بها أى جلد صناعى.
وأغلى نوع منها من جلد الضأن، حيث يصل سعرها الحالى لـ50 جنيها ويؤكد صلاح على ضرورة حذر من استيراد المنتجات الصينية التى تؤثر وتدمر الصناعة المصرية التقليدية لأن المنتج الصينى الذى ملأ الأسواق خلال السنوات الماضية قضى على الحرفيين الصغار فى مصر.
ذكريات من زمن فات .. صلاح الدين توفيق صانع "البلغ" منذ 50 عامًا
الخميس، 26 يوليو 2012 02:53 ص
صلاح الدين توفيق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة