أنهت إفطارها البسيط ونهضت مسرعة للاستعداد لطقوسها الرمضانية الخاصة، تحسست كراكيب غرفتها المظلمة حتى عثرت يديها على "عدة الشغل" فى نفس المكان الذى تركتها به منذ عام كامل مر على الشهر الكريم الذى تستيقظ فيه الحاجة "جملات" قبل آذان الفجر، حاملة طبلتها الصغيرة لتبدأ معها رحلة "المسحراتى" فى الشوارع المحيطة بمنزلها ومنطقة الجامعة بمدينة "المنصورة" التى اشتهرت بها الحاجة "جملات" طوال عشرين عاماً هى السنوات التى قضتها فى زيارة الشوارع قبل الفجر منادية "اصحى يا نايم وحد الدايم..رمضان كريم".
"جملات أحمد الناصرى" سيدة بسيطة لم تترك مهنتها التى ورثتها عن والديها، وأصرت على التجول فى شوارع مدينة "المنصورة" التى اعتادت على الخروج إليها بعد انتصاف الليل، حتى اشتهرت الحاجة "جملات" كـ"مسحراتى الحتة" الذى ينتظره الصائمون كل عام، وهو اللقب الذى أبقت عليه غير عابئة بالأضواء من حولها أو المنازل الساهرة أو بمهنة "المسحراتى" التى أوشكت على الانقراض، أو حتى بآلام قدميها وصوتها المتقطع وسنوات عمرها التى تجاوزت الستين.
"دا ثواب رمضان.. وربنا ما يقطعلنا عادة" بابتسامة بسيطة مليئة بالأمل توصف الحاجة "جملات" مهنتها التى عشقتها وانتظرت من أجلها هلال رمضان كل عام، "أنا عارفة إن محدش بقى مستنى المسحراتى.. بس أنا مش هسيب شغلتى اللى اتربيت عليها من 20 سنة" تحكى "جملات" عن حياتها مع طبلة المسحراتى.
"دلوقتى مبقاش حد بينام قبل الفجر.. زمان كان رمضان فى عز الشتا وكنت بمشى أصحى الناس وسط التلج..دى عادة وعمرى ما هقطعها" تكمل الحاجة "جملات" من بين صيحات الأطفال الذين تجمعوا فى شرفات منازلهم لمشاهدة "طنط المسحراتى" التى سمعوا عنها القصص والحكايات.
"أنا بقالى 20 سنة بنزل كل ليلة فى رمضان.. وهفضل أنزل كل سنة لحد ما أقابل وجه الكريم ومش عايزة غير الستر وراحة البال" تنهى حديثها مبتعدة ودقات طبلتها الصغيرة لا تتوقف عن النداء "اصحى يا نايم..رمضان كريم".
طبلة الحاجة "جملات" تعيد زمن المسحراتى إلى شوارع المنصورة
الإثنين، 23 يوليو 2012 09:58 م
المسحراتى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد
ربنا يعطيكى الصحة
عدد الردود 0
بواسطة:
ام حسين
يارب متتحرميشى من صحتك
عدد الردود 0
بواسطة:
ام حسين
يارب متتحرميشى من صحتك