بكار.. أول "سوبر هيرو" مصرى

ببشرته السمراء، وشعره المنكوش، وطاقيته وملابسه النوبيين، وقصصه التى تدور بين أروقه معابد الأقصر، وحتى موانئ الإسكندرية، استطاع بكار أن يخطف أنظار أطفال الوطن العربى من على جميع نجوم الكارتون الأجانب، لينصب نفسه كنجم شباك الكارتون الأول فى الوطن العربى طوال فترة تواجده.

الصوت النوبى للفنان محمد منير، وهو يحكى قصة الطفل صاحب الكف الرقيق الذى يعرف معنى كونه مصرياً، ويحلم بأن يكبر ليطول النخيل، ويقطف ورود توشكى التى تمثل حلم هذه المرحلة، ويصنع منها عقود المرمر ليهديها بلاده، كان هو الصوت الوحيد الذى يفوح من معظم بيوت مصر مع رائحة الإفطار منذ 1998، حين أذيعت أولى حلقات بكار، وحتى 2003 وقت رحيل مبدعته العظيمة منى أبو النصر لتبدأ الشعبية فى الانخفاض حتى توقف بعدها بأربع سنوات.

منى لم تفكر فقط خارج الصندوق، بل اختارت الحياة بحلمها خارجه بالكامل، حين اتجهت لجامعة كاليفورنيا عام 1988 لتحصل على الدكتوراه فى الرسوم المتحركة، ثم تبحر فى عالمها حتى أصبحت عضو بمنظمة الأسيفا العالمية لفنانى الرسوم المتحركة، قبل أن تقرر إدخال بلادها إلى هذا العالم الذى لم يجرؤ مصرى على الاقتراب منه.

هذه الحياة خارج الصندوق كانت المحرك الرئيسى فى ظهور بكار كحالة لن تنسى، فالمبدعة الرحالة، حينما قررت صناعة بطل مصرى أو "سوبر هيرو" لم تفكر فى بطل خارق يطير فوق السحاب ويسحق الجبال، بل جذبها النزول إلى أقصى الصعيد، حيث قلب مصر لتخرج ببطل حقيقى سلاحه هو قلبه الصافى، وذكاؤه الفطرى، وحب أصدقائه له، حيث يستطيع هزيمة مشرط وعصاباته الخطيرة بخطة محكمة واحدة، لتنتج للمصريين والعرب أول سوبر هيرو يخرج من تراب أرضهم ليلهم الأطفال والكبار على حد سواء.