أنهار محمود لا يتعدى طولها سوى بضع سنتيمترات، كأنها طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها ال5 سنوات، تجلس فى أحد محلات بيع الفوانيس، حيث يرعاها صاحب المحل، لأنها تخاف من العالم الخارجى الذى تجده أكثر عنفا وشراسة من هؤلاء الأقزام الطيبين فهى تعامل كطفلة وديعة تذكرنى بقصتى المفضلة التى كنت أقراها وأنا طفلة عن "سنو وايت والأقزام السبعة".
تقول أخشى السير فى الشارع حتى لا يصدمنى أحد ورغم أن عمرها تجاوز ال68 عاما إلا أن خبراتها قليلة وتتصرف بتلقائية وكأنها طفلة أقل كلمة تفرحها وأقل كلمة تبكيها طلباتها بسيطة جدا ولا تأكل سوى القليل وهذا ما جعل أحد أصحاب المحلات يرعاها وكأنها ابنته رغم أنها قد تكون أكبر منه سنا.
تقول أن جميع إخوتى طولهم طبيعى حتى أن لى أخ يبلغ طوله حوالى مترين وعشت كل حياتى فى الأردن كمربية أطفال وزمان كنت عاوزة اشتغل ممثلة.
وهى تسكن بحارة الروم بالدرب الأحمر كانت تسكن هى وأسرتها الفقيرة فى حجرة صغيرة والكل فى المكان الذى تسكن فيه يحبونها ويعطفون عليها ويشهدون لها بطيبة القلب ولا تشعر بالأمان سوى فى وجودها فى هذا المكان الذى تربت فيه ولم تذهب للانتخابات فى حياتها لأنها تخاف من العالم الآخر التى مازالت تجهله وتخاف منه رغم أنها تبلغ من العمر 68 عاما.
أنهار محمود قزمة عمرها 68 عاما ولكنها طيبة القلب مثل الأقزام السبعة
السبت، 21 يوليو 2012 11:08 ص