بين المساجد والقبور تقضى إندونيسيا أكبر دولة إسلامية بالعالم شهر رمضان، ورغم التشابه الكبير بين عادات المصريين والإندونيسيين فى هذا الشهر الكريم إلا أن الكفة تصب لصالحهم من حيث الروحانيات التى تتملك المساجد والمصالح العامة وحتى الملاهى الليلية والتى يتم إغلاقها بأمر الحاكم خوفاً على قدسية رمضان فى إندونيسيا.
البركة تجوز على الحى والميت
يشغل الأموات حيزا كبيرا فى فكر وقلب الإندونيسيين فى رمضان، حيث تخصص النساء غرة رمضان بالكامل لزيارة أقاربهن الراحلين فى القبور كما يعدون أطعمة الرحمة مثل "عصيدة أنيانغ" والتى تتكون من الأرز واللحم والجزر والبطاطس وجوز الهند وخضروات وتوابل وبقول محلية أخرى كحب الباكيس ليوزعوها على ساكنى القبور والفقراء طالبين منهم الدعوة لذويهم المتوفين.
حنفطر فى الجامع
(حنفطر فى الجامع) هو الشعار الذى ترفعه 70% من الأسر الإندونيسية، حيث تفضل ربات البيوت إرسال وجبة الإفطار إلى الجامع وتقسيمها بين مصلى السيدات والرجال قبل ميعاد أذان المغرب بنصف ساعة، وبذلك تتجمع عشرات الأطباق من مختلف المأكولات والتى يقبل عليها الصائمون رجالا ونساء..شيوخا وأطفال..أغنياء وفقراء بشهية مفتوحة بعد أدائهم للصلاة، كما يطوف الأطفال فى أنحاء المسجد حاملين التمر وحليب جوز الهند الذى يشق عطش الصائمين والثواب على الله.
سحووووووووور
((باجى مكان)) أو "سحووووووور" هى الكلمة السحرية التى تغنى على دقة طبلة المسحراتية فى إندونيسيا لتوقظ من هم غارقون فى أحلى نومه، لتناول السحور وصلاة الفجر ومن المعتاد فى إندونيسيا عمل موائد الرحمن بالإفطار والسحور لتقديم الطعام للمصلين بعد المغرب والعشاء ومن عادات الشعب الإندونيسى النوم مبكراً لذا يلعب المسحراتى دورا خطيرا هناك.
شٌرطة على كل كباريه
بينما تصل الجرائم وحالات السرقة إلى أدنى مستوياتها عند الإندونيسيين فى رمضان يأبى الشرطى الإندونيسى البقاء بدون عمل لذا يتوجه فرد أمن أو اثنين للملاهى الليلة ويطالبون أصحابه بإغلاقه خوفاً على روحانيات الشهر الفضيل كما تمر دوريات أمنية طوال الليل للتأكد من إغلاق الكباريه مراعاة لشعور الصائمين.
الأسعار نار فى جاكارتا والقاهرة
شبه كبير بين جاكارتا والقاهرة فى سعر الخضار وشكل السوق وحتى فى الطرق التى تتصرف بها ربات البيوت المصرية والإندونيسية على حد السواء، لأنه بقدوم رمضان يستغل البائعون الفرصة ويرفعون الأسعار إلى أقصاها، مما يدفع الأمهات إلى التوفير وشراء الأساسيات والياميش على قد الحال، ولا مانع من وضع جوز الهند والزبيب على الطبق والتقليل من المكسرات الأخرى باهظة الأسعار.
إندونيسى فى مصر
(فته ولحمة وأرز) أكله شعبية مصرية جداً يعيش عليها الطلاب الإندونيسيين الدارسين فى الأزهر وجامعات مصر الأخرى ممن يتناولون إفطارهم فى رمضان مع إخوتهم المصريين، بل ويصفون الأكل المصرى بأنه مية مية – على حد قولهم – مؤكدين أن فرحتهم لا تنقص فى مصر بحلول رمضان عليهم فى مصر التى تعوضهم عن بعدهم عن بلدهم الأول إندونيسيا.
رمضان فى ..إندونيسيا
موائد الرحمن بالسحور والإفطار.. وزيارة للمقابر وغلاء فى الأسعار
الجمعة، 20 يوليو 2012 02:32 م
مظاهر رمضان فى إندونيسيا