د. رضا عبد السلام

رسالة لأهل الفن مع قدوم رمضان

الخميس، 19 يوليو 2012 11:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يستطيع عاقل أو منصف أن ينكر أن هناك تحدياً سافراً، وهجمة شرسة على رمضان وعلى أهل رمضان، وإلا فبما نفسر تكالب وتداعى أهل الفن على رمضان؟ لقد تركوا شهور العام قاطبة وكثفوا جهدهم لرمضان، فالكل أعد عدته وسن أسلحته، وجهز مسلسلاته وبرامجه الساذجة من أجل إلهاء أهل رمضان عن رمضان ورب رمضان.

أرجو أن يتعطف على أحد العاملين بالحقل الفنى، وأن يفسر لى سر تلك الهجمة؟ وأن يوضح لى العلاقة بين شهر القرآن وبين عشرات المسلسلات والبرامج التافهة التى أعدت خصيصاً لرمضان؟! أهى مؤامرة على رمضان وأهل رمضان؟ وإن لم تكن مؤامرة لإلهاء أهل رمضان عن رمضان فبما تفسرونها؟!

السادة أهل الفن، كتبت هذا الكلام منذ أكثر من خمس سنوات، أى قبل الثورة، حتى لا يقال بأننا نهادن النظام الجديد، وأمامكم شبكة الإنترنت لتجدوا مقالاتى بتواريخها وتفاصيلها، أنتم دائماً تضعون أنفسكم فى موضع المجنى عليه، وكأننا نحن الجناة لتنالوا استعطاف السذج من أفراد المجتمع.

يا سادة، أنا مجرد مسلم وسطى يُحَكِم عقله، ويحاول أن يكون معتدلاً فى حكمه، فالفن بحد ذاته لا يمكن لأحد أن يتجاهل أهميته فى حياة الأمم، ولكن عن أى فن نتحدث؟! أكرر، عن أى فن نتحدث؟ هل نسمى أفلام السفور والفجور والحط من كل ما هو قيم فناً؟ هل نسمى الأفلام والأغانى الهابطة، التى تحقر من ثوابت دينية ومجتمعية فناً؟ هل نسمى التجارة بحواء وجسدها فناً؟ فإذا كنتم تسمون هذا فناً فتباً للفن وكفانا الله شره وشر أهله.

يا سادة، الفن الحقيقى هو الذى يرعى ثوابت وقيم الأمم، ويأخذ بالأمم خطوات إلى الأمام دون هدم لتلك الثوابت.. لما لم يعترض معتدل على فن أم كلثوم الراقى أو المسلسلات المحترمة، ولكن ألا تتفقوا معى على أن أغلب ما يقدمه أهل الفن ليس له من رسالة سوى هدم كل ماهو قيم؟! أرجو إن كان هناك خطأ فى كلامى أن تبادروا بتصحيحه!

مؤكد أن أحداً لا يختلف على المسلسلات التى تراعى قيم المجتمع المصرى وثقافته وأديانه، وتعالج مشكلات المجتمع وتطرح الحلول البناءة، ولكن المشكلة الأكبر تكمن فى السينما وأهلها، الذين عكفوا على هدم - وعلى مدى عقود - أجيال وقيم وثوابت عظيمة.. وأعتقد أن العينة بينة كما يقولون، ومن لا يستطيع الرؤية من الغربال فهو أعمى.

وبناءً عليه، أرجو من الإخوة من أهل الفن أن يدركوا أننا لدينا عقول، فقد ولى زمن الاستغباء، فنحن نستطيع التمييز بين الخبيث والطيب، نستطيع أن نميز بين ما يعد فناً راقياً يراعى قيمنا وثوابت ديننا ومجتمعاتنا وبين ما يعد بيعاً للحم رخيص، أو تجارة قذرة بالمرأة أو بقيم المجتمع وثوابته، أرجو أن تكفوا عن تقديم مصر على أنها بلد الراقصات والغانيات والمخدرات والسكارى!! فقد وصلت رسالتكم إلى الكثير من الإخوة العرب بأن أرض الكنانة هى بلد سايب أخلاقياً وقيمياً، ومصر من هذا الافتراء ومنكم براء!!

نعلم تماماً أن السينما - بطبيعة نشأتها علمياً – ليست أكثر من تجارة، وفى سبيل التجارة الحرام يمكن التضحية بأى شىء وبكل شىء، لا أعتقد أن مصر الجديدة التى نسعى إلى بنائها بحاجة إلى هذا التطرف فى الفن وتلك التجارة الرخيصة، فهذا تطرف شأنه فى ذلك شأن الغلو فى الدين، لن تكون مصر دولة وسطاً إلا إذا كان كل شىء فيها وسطاً بما فيها الفن.

أرجو أن تدركوا أن شعب مصر مسلميه ومسيحييه، هو شعب وسطى محافظ، وإذا كان هناك تجريف قد حدث فى ثقافة وقيم المجتمع، فأنتم مسئولون عن شق كبير منه، لأنه لا يمكن لعاقل أن يدرك تأثير الفن على ثقافة وأخلاق الأمم والشعوب، لذا أهلاً ومرحباً بكم على أرض مصر الجديدة بعد أن تعيدوا ترتيب بيتكم الفنى، علينا ألا نواصل الانسياق وراء السينما والفن الغربى الذى تخطى كافة الحدود الحمراء، وهدم المجتمعات الغربية هدماً.

رسالتى الأخيرة إلى أهل رمضان، فإذا كان العواطلية والمغيبين وسفراء إبليس قد أعدوا عدتهم لرمضان فماذا أعددتم أنتم؟! هل أعددت جهاز التلفاز وجددت حجارة الريموت، لتتمكن من التنقل بسرعة بين فضائيات الدمار، للانتقال من مسلسل لمسلسل ومن برنامج لبرنامج؟ أم أنك أدركت الحقيقة كاملة، لتجعل من رمضان شاهداً لك لا عليك؟ الكرة فى ملعبك، وكل عام وأنتم بخير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة