بدران العامل على باب الله مارس حقه السياسى رغم ضعف أمله فى التغيير

الإثنين، 16 يوليو 2012 02:07 ص
بدران العامل على باب الله مارس حقه السياسى رغم ضعف أمله فى التغيير بدران يجوب البلاد بحثا عن الرزق
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعشرة سنوات ظل يجوب نبوع مصر متحملا مشاق مهنته التى ورثها عن أجداده والتى يتركها الناس يوم بعد يوم حتى اقتربت من الانقراض بسبب ظهور بديل لها أسهل وأبسط، ولكنه بالنسبة له يحتاج لانتقاص بعض الكرامة وهو ما رفضه الشاب بدران محمد بدران القادم من إحدى قرى الفيوم فى رحلة للبحث عن الرزق فى القاهرة.

بدران 22 عاما هو أحد المحافظين على مهنة سن السكاكين والتى كانت منذ عشرة أعوام فقط، حينما بدأ يعمل عليها ويرثها عن أجداده مطلوبة فى كل مكان والآن أصبحت تنقرض وينقرض العاملون بها وزبائنها فى نفس الوقت مع كل ساعة زمن تمر وفقا لما يقوله.. ليكون هو واحدا من آخر من يتحدون آلة الزمن التى تتحرك دائما للأمام باحثة عن الجديد.. بآلة السن التى تمثل بالنسبة له تراث جده ومصدر رزقه الوحيد.. وبابتسامة تعبر عن ثقته فى الله الذى لا يملك غيره للاتكال عليه منذ موت والده.

الحياة بدون منزل فى العراء لعشر سنوات، وتحمل وزن وثقل آلة السن، والبحث كل يوم فى شوارع أم الدنيا عن زبائن جدد حيث لا يحتاجك الزبون سوى مرة كل أشهر، الرضى بالعمل مدى الحياة دون فرصة فى تكوين منزل أو أسرة أو حتى تحويش جنيه واحد ثمن "السنة" الواحدة لو الزبون ما فاصلش.. هذه هى بعض الضرائب التى رضى بدران أن يتحملها فى سبيل الاستمرار فى عمله وإرسال بعض الأموال إلى أمه وأخوته الذين لا يملكون غيره فى الفيوم كل شهر.

"طيب هسكن إزاى وأنا لازم أغير منطقة شغلى كل عشر أيام، لا يوجد ميكروباص أو أتوبيس يرضى بنقلنا بسبب الآلة التى نحملها وتسبب زحام لذلك نحتاج أن نبقى فى المنطقة التى نعمل بها حتى نستطيع العمل وهى المنطقة التى تتغير كل عشره أيام على الأكثر لأن الزبائن لا تحتاجنا مرة أخرى إلا بعد فترة كبيرة".


"علبة مسح الأحذية هى البديل الآن لسن السكاكين" قال بدران وتابع إن معظم العاملين فى مسح الأحذية الآن كانوا فى الأساس يعملون فى سن السكاكين لأن "العلبة أخف وزباينها أكثر".

أسن السكينة وأسن المقص.. ينادى بدران بالنداء الذى ورثة محاولا جذب زبائنه الذين يقل عددهم كل يوم منذ أن بدأ قصته مع سن السكاكين ويقول "جدى بدأها وسلمها لوالدى ووالدى سلمها لى".

آلة السن حينما بدأت مع جد بدران كان لها وجه مختلف، حيث صنعها بشكل ارتجالى، ويقول بدران أنهم كانوا يسكنون بقرية فى الفيوم تدعى حوا ووقتها كانوا لا يملكون أى مصدر للرزق، وبدأ جدة يحضر بعض أخشاب الشجر ليربطها مع منخل للقمح ويضيف لهم حجر للسن ويبدأ فى العمل مع السكان وتجار الماشية الذين يعبرون حوله، ويقول "لم أكن موجودا وقتها وأبى أخبرنى أننا كنا لا نملك أى مصدر للرزق وبدأ السن يغير حياتنا".

سفر الجد لمدينة المنصورة عن طريق الصدفة، كان نقله لهم حيث تعرفوا على آلة السن التى تحمل، ومن وقتها وحتى الآن يحملها هو وأبيه ويجوبون بها فى كل مكان باحثين عن الرزق.


وتساءل بدران ماذا يفعل الدكتور مرسى رئيس الجمهورية مع الملايين اللى على باب الله زى حالاتى ولو بقت مصر أحسن بلد فى الدنيا هيعمل إيه؟ طرح بدران هذا السؤال بعد أن أكد أنه ذهب للتحرير أكثر من مرة ونزل لانتخاب مرسى على الرغم من أنه يرى فرصة أن يحصل من هم فى مثل حالته على أى شىء حتى أنه بعد نجاح مرسى وإطلاق ديوان المظالم رفض أن يذهب مع بعض زملائه للشكوى به وقال: "محدش بيدى حد حاجة.. وهو الريس ممكن يدينى بيت أحط فيه أمى وأخواتى واستريح حتى من الإيجار؟ هكذا أنهى بدران حديثه قبل أن يتجه للنوم بجانب محطة القطار فى منطقة المطار، وينتظر صباح جديد ليتجه إلى منطقة جديدة لم يكن يعرفها حتى أنهينا حديثنا معه.











مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

A h.

Way for begging

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة