أخضر وأزرق وأبيض وكل محافظة بلون.. فكرة شاب مصرى عايز "يرسم مصر"

أمام بوابة المتحف المصرى وقف حاملاً فرشاة صغيرة بجانب وعاءين من الطلاء الأزرق والأبيض، وهما اللونان الذى اختار "أحمد" أن يبدأ بهما فكرة "هنرسم مصر"، وسط نظرات المارة بدأ فى تلوين الرصيف المقابل للمتحف باللونين الأزرق والأبيض اللذين اختارهما لتمييز محافظة القاهرة، بعد أن قرر تلوين كل محافظات مصر بألوان مختلفة تميز كل محافظة عن الأخرى، كرمز لتجميل الشوارع، ونقطة بداية لحل مشاكل التلوث البيئى فى كل محافظات مصر.

بعد انتهائه من ميدان التحرير، انتقل بما تبقى معه من ألوان إلى الرصيف المقابل لمبنى الإذاعة بالتليفزيون وبدأ فى استكمال تلوين الشارع وسط نظرات الإعجاب التى سرعان ما تحولت إلى اقتراحات بالمساعدة والانضمام للفكرة التى بدأها "أحمد مصطفى" 21 عاماً، على نفقته الخاصة فى محاولة لجذب الأنظار لفكرته البسيطة التى رأى أن من شانها تغيير شكل محافظات مصر.

"الأزرق والأبيض لون نيل وسماء القاهرة، والأحمر والأزرق لون مياه وضوء شمس الصعيد" وغيرها من الألوان التى رسمها "أحمد" فى خياله لكل محافظة بما يعبر عنها.

"الفكرة هى تلوين كل محافظة من محافظات مصر بلون يعبر عنها ويميزها عن غيرها من باقى المحافظات، وذلك رمزاً لما تشتهر به كل محافظة، وهو ما دفعنى لاختيار الأزرق لمحافظة القاهرة للتعبير عن نيلها الأزرق وقلوب أهلها البيضاء" هكذا بدأ "أحمد" حديثه عن فكرته لليوم السابع من أمام الرصيف الذى انتهى من طلائه.

ويقول "أحمد" بدأت بميدان التحرير أطهر مكان فى مصر، وهدفى الوصول بالفكرة لباقى المحافظات، وهو ما شجعنى على اتخاذ خطوات إيجابية للحصول على التصريحات والدعم من وزارة البيئة التى توجهت إليها طلباً للمساعدة ومازلت فى انتظار الرد من الوزارة، كما توجهت لحى شرق مدينة نصر لمقابلة رئيس الحى الذى رحب بالفكرة وبدأ فى دعم المشروع كجزء من تجميل ونظافة الحى.

"أنا عايز أعمل حاجة بسيطة تغير شكل مصر" هكذا تمنى "أحمد" الذى اتخذ من فكرته الصغيرة لتلوين شوارع مصر، رمزاً لبداية مشوار التجميل فى أحياء مصر التى تحتاج للكثير من التغيير، كما كانت بالنسبة له نقطة البداية لحل العديد من مشاكل القمامة والتلوث فى المناطق الشعبية.

"نشر الفكرة فى كل محافظة سيلقى الضوء على العديد من مشكلات التلوث التى تعانى منها الكثير من المناطق فى مصر" يقول "أحمد" مؤكداً على أن الفكرة ستدفع الشباب للنظر إلى مشاكل البيئة وأزمة القمامة المتراكمة فى كل مكان فى مصر، على أمل أن تتحول هذه الفكرة البسيطة التى بدأها وحده إلى بداية ناجحة لحل مشكلاتنا بأيدينا، داعياً كل مصرى أن يشارك فى رسم مصر.