"الشومة" هنا مجاز للقلم الذى ارتأى الأخ الكاتب أحمد دومة – مع خالص تقديرى لشخصه – أن يضرب به ظهر البحرين دون وجه حق فى مقاله الأخير بجريدة "اليوم السابع" بتاريخ 10 يوليو 2012، تحت عنوان "أمن الخليج.. أم أمن إسرائيل؟". ولعلمى بأن الشومة تستخدم للدفاع عن النفس، فأجدنى من باب الأولى بأن أتقى بشومتى – بقلمى – شومة الأخ أحمد لأبعد ما يمكن إبعاده عن ظهر البحرين كيلا يُتعمد زيادة جراح وطنى، بكلام مُرسل ليس له إلا قول العرب "ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة".
ليت الأخ أحمد فى بداية سطر مقاله وضع كلمة "ثورة" موضعها الصحيح بين قوسين عوضاً عن وضعه الخاطئ لما بعدها البحرين بين قوسين، لكفانا بذلك شر القتال بالشوّم – لا أدرى إن كان هذا هو الجمع الصحيح لشومه! – وأن أكون له من اللوّم. نعم فـ"ثورة" هنا هى مجال للتندر لشىء غير موجود فى الواقع أو المنطق، كعلى وجه القياس أن نقول "ثورة"، هى أنثى الثور!!
أيعقل أن نضع ما حدث فى مصر الحبيبة وما حدث فى البحرين موضع الند للند ثورياً؟!، وبعيداً عن كل الفروقات العديدة والمستحيلة فى الحالتين، يكفيك فى ذلك بُعد "الأغلبية االشعبية"، بين ملايين المصريين الشرفاء على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وتوجهاتهم وطبقاتهم ممن خرجوا طواعية وحباً وكرامةً لمصر(ولن أنسى ما حييت منظر حراسة آلاف الأقباط لمداخل ميدان التحرير لحماية المصلين المسلمين من بلطجية النظام البائد)، وبين آلاف المتطرفين الشيعة – وأقولها هنا بالفم المليان المتطرفين من الشيعة فقط – الذين خرجوا حاملين لافتات حملت شعارات على غرار "يا لثارات الحسين"، "والموت لآل خليفة"، "والموت لأحفاد يزيد"، حتى خيل لى حينها بأن ابن زياد قد بُعث فى البحرين من جديد!! ناهيك عن صورٍ كصور الخمينى والسيستانى.. وغيرهم ممن تكفيك الصورة عندها عن ألف كلمة تقال فى خلو جعجعتهم من أى طحين شعبى، وإن تسألونى عن مصدر ما ذكرت، فلى حق الشهادة - وأنا مسؤول عنها أمام الله سبحانه وتعالى - كونى مواطن بحرينى بسيط لا يمتُّ بصلة لا من قريب أو بعيد بالسلطة فى البحرين، إنما قد عانى من العبث المذكور، ولكم أن تراسلوا جهة محايدة كجمعية المصريين بالبحرين – ولها منتدى فى شبكة الإنترنت – للتأكد مما ذكرت وأكثر من ذلك، أما القائمون على هذا الحراك المتطرف، فيكفى وصفهم بالمعارضة المعلبة التى انتهت مدة صلاحيتها منذ تاريخ انتمائها لأجندة خارجية غير وطنية. وهو التاريخ الذى يعرفه كل مواطن أو مقيم شريف فى البحرين أو محب للبحرين من خارجها.
أما ما ذُكر فى مقال الأخ أحمد من وجود أمريكى فى البحرين على شكل قواعد لها، فأقول بلى هناك وجود أمريكى يتطلبه البعد الجيوسياسى للبحرين، وبُعد اقتصادى منذ الخمسينيات على وزن الساعة من وقتها بكذا دولار و"الحسّابة البحرينية بتحسب"، أى تأجير أراضٍ للأمريكان (وأتحدى دول كثيرة عربية كانت أم أجنبية تتواجد بها أساطيل أمريكية أن تتحصل من أمريكا على مليم واحد)، وأتحدى أحدهم أن يُثبت انطلاق حملة أو غارة أمريكية من موقع قاعدتها بالبحرين على من استهدفت من المسلمين أو العرب، بل إنى سأورد فقرة مترجمة من موقع موسوعة لوكليكس النرويجية، تذكر فيه: (.. بأن الشيخ سلمان بن حمد الخليفة (حاكم البحرين 1942 – 1961) – جد الملك الحالى -، سمح لبريطانيا والولايات المتحدة باستخدام الموانئ البحرينية إبان الحرب العالمية الثانية، ولكن حين الضلوع البريطانى فى العدوان الثلاثى على مصر قطع على بريطانيا أى مدٍّ لوجستى من البحرين، بل وقطع أى علاقة تربط البحرين بقوى غربية آنذاك، لدعم الصمود المصرى وقتها). وعلاوة على ذلك حملات التبرع التى أطلقها حكام البحرين بتناوبهم تاريخياً، للمجهود الحربى المصرى إبان العدوان الثلاثى، وحربى 67 و 73. وهم أنفسهم الحكام ممن ينحدرون من نفس العائلة الحاكمة يومنا هذا، والتى اتهمها الأخ أحمد فى مقاله بالعمالة للمشروع "الصهيو – أمريكى"! ناهيك عن الموقف المشرف والمعروف للجارة االسعودية عبر قيام الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، من قطع إمدادات النفط عن أمريكا والغرب، لعيون مصر وأكتوبر 1973. وليس ما ذُكر من باب المِنة، بل هو كان أقل الواجب حول نصرة الأخ لأخيه.
وهو البعد التاريخى الذى قطعاً يعرفه الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس االشورى المصرى، وما جاء على لسانه خلال استقباله لوفد بحرينى مؤخراً – الذى لم يرقَ لذائقة الأخ أحمد دومة – حول "أن أمن البحرين وعروبتها هى والخليج خط أحمر، لدليل جلى على ذلك.
وآخر قبل أخيراً، لا يُنكر التدخلات والمطامع الإيرانية فى الخليج عموماً والبحرين على وجه الخصوص سوى جاهل بالحقائق. ويكفينى التدليل على ذلك بموقف أبو الثورات العربية، الزعيم جمال عبد الناصر، رحمه الله، من شاه إيران فى الستينات عندما قال له بالحرف: بأن أمن وعروبة البحرين خط أحمر، وللراغب فى الحقيقة الرجوع لشهادة الحاضر لهذا الموقف الاستاذ الكبير/ محمد حسنين هيكل – موجودة فى اليوتيوب – عندما أعلنها الزعيم مزلزلة للعرش الصفوى الإيرانى، بل وهناك حقيقة تاريخية مهمة أخرى، وهى عندما جرى الاستفتاء الشعبى فى البحرين بقيادة الأمم المتحدة فى السبعينات - إبان الاستقلال من المستعمر – على خلفية مطالبات شاه إيران بضم البحرين إلى حكمه على خلفية وثائق تاريخية مزعومة تُثبت له هذا الحق، حينها أعانها الشعب البحرينى بكل مكوناته وأديانه من مسلمين (سُنتهم وشيعتهم)، ومسيح ويهود ...إلخ، بأن البحرين عربية تحت قيادة العائلة الحاكمة آل خليفة آنذاك والآن وإلى ما شاء الله. وهو الموقف البحرينى التاريخى المشرف الذى أفتخر أن أدرجه ضمن مسمى الثورة الشعبية الحقّة.
اسمحوا لى على الإطالة، فالحديث ذو شجون، وما كنت لأتكبد عناء الرد لو لم يكن الأخ أحمد دومة، من مصر التى فى خاطرى وفى فمى...، ومن مصر الدكتور على مصطفى مشرفة، الذى تمرُّ ذكرى مولده فى الحادى عشر من يوليو، وكل عام وأم الدنيا ولاّدة وبخير.
• كاتب بحرينى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدووو
الله عليك يا بحريني يا غالي
عدد الردود 0
بواسطة:
Tamer
من مصر ... سلمت يمينك
من مصر التى فى خاطرك ... سلمت يمينك و سلمت البحرين
عدد الردود 0
بواسطة:
dr zamzam
حفظ الله البحرين
عدد الردود 0
بواسطة:
د. رضا عبد السلام
سلمت يمناك يا رجل
عدد الردود 0
بواسطة:
انجى
احمد دومة ليس له الا الشومة
عدد الردود 0
بواسطة:
أنس
يا ريت نعرف نفهم اللي بيحصل في مصر قبل منكلم على اللي بيحصل في دول تانية
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
لا تهتم
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف
امن الخليخ من امن مصر
اللهم احفظ البحرين وحكام البحرين
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
البحرين لن تكون لعصابات الرافضة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري محايد
اتفق مع الكاتب