عم نادر فاروق هو السقا الثورى الأول فى التاريخ حيث أضاف قوانينه الثورية الخالصة على المهنة التى كان يلزم للعمل بها استخراج رخصة "سقا" وفقا لقواعد صارمة، وبعد اختبارات شاقة فى القرن الثامن عشر، وكانت قواعد عم نادر الجديدة هى... العمل لصالح ثوار التحرير فقط أيا كان توجههم أو ديانتهم.. العمل فى صمت.. المياه مجانية للجميع.. إللى يشرب من مياه التحرير لازم يرجع ليها تانى مهنة السقا.
سقا الميدان الذى بدأ عمله بهذه الطريقة منذ خمسة أشهر هو فى الأصل بعيد تماما عن عمل السقا حيث يمتلك مصنعا للألمونيوم ولكنه يضبط ساعته بالتزامن مع أى أحداث فى الميدان ليتجه على الفور تاركا أعمالة خلف ظهره فى مهمتين ولرسالتين يحاول تحقيقهما من خلال هذا العمل.
"الدعوة لله فى صمت وتحسين صورة المسلمين" هذه هى المهمة الأولى التى يتحرك من أجلها عم نادر مثلما قال لنا ويؤكد "عايز أظهر الصورة الجميلة للتدين أو السنيين كما يطلق عليهم العامة وتغيير الصورة التى رسمها الإعلام المغرض عنهم .. وعايز أوصل ده بالفعل مش بالكلام عشان كده مش أقوم بتوزيع المياه فى صمت لا أسأل أحدا عن ديانته أو مرجعيته أو رؤيته للأحداث، فقط أعطيه المياه للتغلب على الحر ويتابع "والمهمة الثانية هى دعم الثوار ومساعدتهم للتغلب على حر الميدان وعدم وجود مياه".
"الناس ليه خايفة من الإسلاميين وبتقول دولة دينية مع أن الإسلام هو أصل المدنية ولا توجد به فى الأساس ما تسمى بالدولة الدينية أو العسكرية أو البوليسية أو غيرها من المسميات" هكذا تحدث عم نادر لليوم السابع معبرا عن فكره الذى يدافع عنه بهدوء وأضاف "معظم التيارات الثورية التى تريد الخير طلباتها متقاربة جدا ولكن مع اختلاف المسميات، والمشكلة تظهر فى التشويه الذى يحدث والتخويف من الإسلاميين".
الابتسامة التى كانت تعلو وجه عم نادر الذى أعاد مهنة السقا إلى قلب الثورة مع كل دعوة خير أو عبارة شكر كانت تغنيه عن أى كلام وكانت تخفف عليه تركه لعمله ووقوفه فى الميدان لساعات طويلة لا يتحرك فيها إلا لإعادة ملء جرادل المياه التى تفرغ من وقت للآخر حيث يشعر أن الرسالة التى يؤمن بها ويريد أن يصل بها للجميع تتحقق أمام عينيه واكتفى بقول "هذا من فضل ربى".





