"أحمد" يقضى إجازته الصيفية بجانب كمين الشرطة لمساعدة أهله

الجمعة، 13 يوليو 2012 03:15 م
"أحمد" يقضى إجازته الصيفية بجانب كمين الشرطة لمساعدة أهله أحمد يقضى الإجازة الصيفية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كمين الشرطة.. بالنسبة للكثيرين هو مصدر للإزعاج والتفتيش.. ولآخرين هو مصدر للإحساس بالأمان وعودة الشرطة للقيام بواجبها تجاه المواطنين.. ولكن بالنسبة للطفل أحمد سعيد الذى أتى من أسرة فقيرة بإحدى قرى وادى النطرون، فالكمين أصبح بالنسبة له وسيلة لأكل العيش "الحلال"، وليس على طريقة التقليب التى كانت تحدث فى عهد النظام السابق.

على طريق الإسكندرية الصحراوى وقبل وادى النطرون بحوالى 2 كيلو، حيث لا توجد مبان، ولا يوجد سكان، وتلقى الشمس بحرارتها على أسفلت الطريق، فكر أحمد (14 عاما) فى مساعدة أسرته الفقيرة، وتحويل هذا المكان إلى مكان رزق له باستغلال تواجد كمين مراقب الرادار وحفظ الأمن على الطريق الصحراوى، وإيقافه للعربات النقل والملاكى بصورة متكررة لتفتيشها، استغلالا هو الأول من نوعه، ليحوله لمكان رزقه، ويقف بجانبه حاملا بعض المرطبات وزجاجات المياه الغازية، ويبيعها للمارة ودافعى المخالفات الذين أرهقهم حر السفر.

مكان "أحمد" الذى لا يجاوره فيه سوى كمين الشرطة وكلبين صغيرين هم أصدقاء الطفل الذى أجبرته ظروف أسرته على تحمل المسئولية مبكرا، ليس مكانا للرزق فقط، فهو أصبح منزله الآن، بعد أن وضع فيه سجادة صغيرة، وأحاطه بقماشه تستند على خشبتين، ليحموه ولو من بعض تيارات الهواء التى تأتى ليلا.

"على الأقل هنا الواحد يقدر يأخد نفسه ويشم هوا" قال أحمد وهو يصف سعادته بمنزله، ومكان رزقه الجديد الذى يقضى فيه إجازته الصيفية، ويساعد منه نفسه وأهله بدلا من منزله الصغير الذى يعيش فيه هو وثلاثة أخوة، إضافة إلى والده ووالدته، ويصف أحمد "تخيل ستة قاعدين فى بيت ما يشيلش اتنين يبقى أكيد هنا أحسن".

بينما يقضى أحمد إجازته وسط الصحراء، بجانب رجال الشرطة المصريين الذين تتوالى خدماتهم للوقوف أمامه، ليشاهد الأطفال والكبار وهم قادمون من إجازاتهم التى قضوها ما بين الإسكندرية والساحل الشمالى، قرر ألا يتخلى عن حلمه فى الدراسة، وقال "أنا سأذهب للصف الثالث الإعدادى العام القادم، وسأكمل الدراسة وأدخل الجامعة إنشاء الله".

أحمد لم يفكر فى أقرانه الذين يقضون إجازات حقيقية مع أسرهم فى الإسكندرية والساحل، ولكن ما شغله هو سعادته بمكان رزقه الجديد الذى قال إنه وصل له منذ أسبوعين فقط ليساعده على مواصلة الحياة، ويبعده عن منزله المزدحم، حتى أصبح يقضى إجازة دراسية من نوع خاص، ولكن على الرغم من ابتعاده عن عائلته بمسافة كبيرة بالنسبة له، فهو لم يتركهم على الإطلاق، ويقول "لم أنقطع عن أهلى وأبى يأتى ليجلس معى كل يوم تقريبا، وأنا أيضا أعود للمنزل من وقت للآخر".

"أى شغلانه كويسة" هى حلم الطفل الذى لم ير فى حياته سوى قريته بوادى النطرون ومكان رزقه أو بيته الجديد المعتمد على "الحكومة التى لا يقترب منها أحد"، كما كان يطلق عليها البسطاء قبل الثورة.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

sharm El Shekh

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

شرم

الله اكبر

عدد الردود 0

بواسطة:

رشدى فتح الله

تحيه كبيييييييييييييييره

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة