عم عبد الرحمن توقف مثل غيره ليشاهد الرسومات التى توقع أنها جاءت من عالم الكارتون اليابانى الذى نعشقه جميعا منذ لحظات الطفولة حين كنا لا نجد غيره على قنوات التليفزيون المصرى، وحتى الآن مع انتشار الفضائيات المختلفة التى مازالت تعتمد عليه، قبل أن يجد الفنان "محمد وهبة" صاحب هذه الرسومات يحوله بجميع ملامحه وعمته وعباءته وضحكته النوبية الميزة ليبدو واحدا من أبطال قصص "المانجا" كما يطلق عليها باللغة اليابانية.
"أنا أحاول تذكير الناس دائما بأن هناك من يقدمون هذا الفن فى مصر وأجذب له أعدادا أكبر" هذا ما قاله محمد الذى استطاع جمع العشرات حوله ليتساءلوا حول سر فن المانجا وسحره الخاص الذى يجعلك تعرف أن هذه الرسومات تنتمى إليه حتى ولو كانت لا تحمل أى كلمة تشير إليه ويشرح محمد لهم "الفكرة أن هذا الفن يعتمد على البساطة لدرجة أن رسوماته تظهر وكأن من رسمها غير جيد فى الرسم من الأساس وتعمل على تشكيل العين والوجه بأشكال هندسية بسيطة ومعبرة فى نفس الوقت".
"ده رسام عظيم قوى" هكذا تحدث عم عبد الرحمن بطريقة عفوية عن الفن الذى مر منه ذاهبا إلى مى التى حضرت للمهرجان مع أصدقائها، عابرا على الطفلة مروة، وصولا إلى عمرو الذى حضر ليستمع إلى الفرق النوبية المتعددة حيث استطاع فنان المانجا المصرى أن يجذب جميع الأعمار والأشكال إلى فنه عن طريق وضعهم كجزء منه فى عشر ثوان فقط هى الوقت الذى حدده لنفسه للانتهاء من رسم أى شخصية وهو ما نجح فيه عبر كل الرسومات التى قدمها وتقول مى "لطالما كنت أشاهد وأعشق أبطال هذا العالم، ولكننى لم أتخيل أننى سأرى نفسى فى يوم من الأيام كواحدة منهم" ويتابع عمرو"لقد تخيلت أن جميع هذه الوجوه لأبطال كارتون حقيقيون وفجأة وجدت نفسى بجانبهم وأبدوا مثلهم أيضا".
حكاية محمد وهبة مع فن المانجا بدأت منذ طفولته حيث كان يعشق أفلام الكارتون المعتمدة على هذا الشكل مثله مثل ملايين الأطفال حول العالم ولكن القصة تحولت ليكون أحد صانعى هذا المجال قبل ست سنوات حين تعرف على صديق يابانى كان يعمل فى هذا المجال.
"بدأت أتعلم منه على الفور" قال وهبة بحماس وتابع "حتى بعد أن سافر أكملت التعلم لمدة عام ونصف بشكل ذاتى واتجهت إلى مكتبة السفارة اليابانية وبدأت أبحث عن كتب حتى أتقنت الفن وأقوم الآن بتعليمه لعشرات الأطفال والشباب من خلال تبسيطه حتى يصل إلى أكبر قدر من المصريين".
محمد 26 عام نزل إلى الفن ميدان فى يوم الاحتفال بالنوبة كمحاولة للترفية عن الناس حيث يعتبر تحويلهم إلى عالم طالما عشقه الجميع هو تخفيف من مشاكل الحياة والسياسة المستمرة، أما عن حلمه الكبير فيقول "لقد بدأت بالفعل فى إنشاء مجلة لفن الكوميك أو المانجا كما يطلق عليه مع العشرات الذين علمتهم ولكن المشكلة الرئيسية التى تقف أمامنا هى الأموال وأتمنى أن تكون هذه المجلة هى بداية لشركة مصرية ضخمة فى هذا".







